الصحافة _ كندا
في وقت يغلي فيه الشارع المغربي باحتجاجات شباب “جيل Z”، اختارت القناة الثانية أن تُطلّ على المغاربة بحلقة “لقاء خاص” مُصمّمة بعناية لتلميع صورة وزير الصحة والحماية الاجتماعية أمين التهراوي، في ما يشبه إعلانا دعائيا لحزب التجمع الوطني للأحرار أكثر من كونه حوارًا صحفيًا.
أسئلة على المقاس، نبرة ترويجية، وصحافي يقدّم خدمة علاقات عامة على شاشة يفترض أنها عمومية، في واحدة من أكثر لحظات الإعلام العمومي انحطاطًا وتواطؤًا مع السلطة.
لقد كرر الوزير التهراوي، الذي بدا متوتّرًا ومفتقرًا لأي جديد، بصوت واثق عبارات “أنجزنا، قمنا، شيّدنا”، ناسِبا إلى نفسه إنجازات وورشات تعود في الأصل إلى سلفه البروفيسور خالد آيت الطالب.
لم يقدّم الوزير رقمًا واحدًا أو رؤية إصلاحية تخصّ ولايته، ولم يعتذر عن كوارث المستشفيات ولا عن تصريحاته التي كذّبتها المصحات الخاصة، بل فضّل التمادي في التضليل بوجهٍ هادئ وكلماتٍ مكرورة، وكأنه يعتقد أن المغاربة فقدوا ذاكرتهم.
لقد كان اللقاء الذي بثّته “دوزيم” وصمة عار في جبين الإعلام العمومي، إذ تحوّل إلى منبر دعائي للحزب الذي يقود الحكومة في لحظة وطنية دقيقة. لا مساءلة، لا مهنية، ولا احترام لذكاء الجمهور. فقط عرض تلفزيوني بائس لوزيرٍ فشل في القطاع، وقناةٍ باعت حيادها، وصحافيٍ غارق حتى أذنيه في كعكة الإشهار من شبكة أخنوش الإعلامية.
لقد اختصرت الليلة معادلة الحكومة والإعلام في المغرب: وزير يكذب، وقناة تلمّع، وشعبٌ يشاهد ويفقد الثقة أكثر.