الصحافة _ كندا
في خطوة تعكس عمق الأزمة الصحية والاجتماعية، وجهت النائبة البرلمانية نعيمة الفتحاوي عن المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، سؤالاً شفوياً لوزير الصحة والحماية الاجتماعية حول الارتفاع المتزايد في أسعار الأدوية، خاصة تلك المتعلقة بالأمراض المزمنة، محذّرة من أن هذه الأسعار لم تعد في متناول فئات واسعة من المواطنين، خصوصاً في ظل تداعيات الأزمة الاقتصادية وغلاء المعيشة.
الفتحاوي انتقدت استمرار نزيف جيوب المرضى، مشيرة إلى أن المغرب يُعد من بين الدول التي تسجل أعلى هامش ربح في سوق الأدوية بشمال إفريقيا وحوض المتوسط، في ما وصفته بـ”جنّة الأسعار الباهظة”، حيث تحولت الأدوية من حاجة صحية إلى سلعة للربح المفرط.
وأوضحت البرلمانية أن تقارير صادرة عن البرلمان ومؤسسات التغطية الصحية، من بينها الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي (CNOPS) وإدارة الجمارك، كشفت أن الشركات متعددة الجنسيات تهيمن على السوق وتستنزف العملة الصعبة، في وقت تغيب فيه مراقبة حقيقية للأسعار، وتتواصل فيه الأرباح الفاحشة على حساب صحة المغاربة.
ورغم الإعفاءات الجمركية التي تستفيد منها المواد الأولية الداخلة في تصنيع الأدوية، تقول الفتحاوي، إلا أن الشركات الوطنية لم تبادر إلى تخفيض الأسعار، بل واصلت تحميل المواطن عبئاً إضافياً سواء عبر الشراء المباشر أو نظام التعويض من صناديق الحماية الاجتماعية.
وفي ختام تدخلها، طالبت الفتحاوي الحكومة بتحمل مسؤوليتها الكاملة والوفاء بتعهداتها في توفير دواء ميسّر وآمن لجميع المواطنين، داعية إلى إجراءات فورية لتقليص أسعار الأدوية، خصوصاً تلك التي تمس صحة المرضى المزمنين، قبل أن يتحول العلاج إلى حلم بعيد المنال.