الصحافة _ كندا
فتحت عناصر الحرس المدني الإسباني تحقيقاً معمقاً حول اندلاع حريق غابوي محدود، وقع صباح يوم 26 ماي الماضي، في منطقة “الكورتون” الجبلية الواقعة بين مدينتي الجزيرة الخضراء وطريفة، وسط مؤشرات قوية على أن طائرة بدون طيار استخدمت في تهريب المخدرات قد تكون وراء الحادث.
ووفق ما كشفه مصدر أمني، فقد عثرت فرق التحقيق في موقع الحريق على بقايا طائرة درون محترقة وبطارية متفحمة، وهو ما يعزز فرضية أن سقوط الجهاز كان سبب اندلاع النيران، رغم أن التحقيقات ما تزال متواصلة لتحديد المسؤوليات بشكل دقيق.
ويتطابق الطراز المحترق مع طائرات بدون طيار استُخدمت في عمليات تهريب مخدرات من شمال المغرب نحو الجنوب الإسباني، بحسب معطيات سابقة وفرتها الشرطة الوطنية الإسبانية، التي تمكنت خلال الأشهر الماضية من تفكيك شبكات إجرامية دولية متخصصة في هذا النوع من التهريب.
هذه الطائرات المعروفة باسم “ناركودرون” (Narco-drones) تتمتع بقدرات عالية، حيث تستطيع نقل ما بين 10 و20 كيلوغراماً من الحشيش، والتحليق لمسافات تصل إلى 100 كيلومتر، مما يجعلها وسيلة مفضلة لدى شبكات التهريب للالتفاف على الرقابة الأمنية في مضيق جبل طارق ومناطق مثل “بلايا” و”بانتاياس”.
ويُعتقد أن هذه الطائرات تُصنّع في أوكرانيا قبل أن تُنقل إلى جنوب إسبانيا، حيث تُدار من طرف طيارين محترفين من أوروبا الشرقية، غالباً خلال الليل، وتُسقط شحناتها بواسطة مظلات صغيرة في مواقع محددة يتسلمها أفراد الشبكة.
وقد ساهم التدخل السريع لفرق الإطفاء في احتواء الحريق، الذي نشب حوالي الساعة 6:30 صباحاً، قبل أن يمتد إلى مساحة تُقدّر بنحو 1000 متر مربع من الغطاء النباتي والغابة المنخفضة، مهدداً موقعاً ذا أهمية بيئية ومنازل قريبة.
ويعكس الحادث، وفق مصادر أمنية، تصاعد المخاطر المرتبطة باستخدام الطائرات المسيّرة في الأنشطة الإجرامية، ليس فقط على الأمن العام، ولكن أيضاً على البيئة، خاصة مع تكرار الحوادث التي تنجم عن فشل هذه الأجهزة أو تحطمها في مناطق حساسة.
