لم تمنع المخاوف من تفشي جائحة فيروس كورونا، أولياء أمور وأمهات التلاميذ من مرافقة أبنائهم إلى المدارس والمؤسسات التعليمية، للوقوف على حاجيات ومتطلبات دخول مدرسي استثنائي، حيث فتحت المدارس، صباح أول أمس الموافق لفاتح شتنبر، أبوابها في وجه التلاميذ، من أجل استكمال إجراءات التسجيل، والتعرف على الطاقم التربوي، واستكمال المساطر الإدارية.

وخيمت هواجس ارتباك الدخول المدرسي على أولياء أمور التلاميذ، وسيطرت نقاشات صيغ التدريس المرتقب اعتمادها على أحاديث الآباء والأمهات عكس المواسم الدراسية السابقة، حيث كانت نقاشات أولياء الأمور تتركز على رسوم التسجيل المدرسي، وارتفاع تكلفة الأدوات واللوازم والكتب المدرسية، لكن مع بداية الموسم الدراسي الحالي، ستنضاف تكاليف أخرى، مرتبطة بوسائل التعقيم والتطهير والكمامات الواقية.

وشوهد أولياء الأمور وأبناؤهم يرتدون الكمامات الواقية من تفشي عدوى “كوفيد 19″، وقالت ربة بيت  إن صعوبات الدخول المدرسي الحالي كثيرة ومتعددة، تبدأ من إقناع الأطفال الصغار بارتداء الكمامة، نظرا لأهميتها في درء خطر انتقال العدوى، وتلقينهم مبادئ التباعد الاجتماعي في الأماكن المزدحمة، كوسائل النقل، والساحة المدرسية.

ولم تخف المتحدثة التي كانت تملأ مطبوع اختيار صيغة التعليم التي تفضلها لأبنائها، قلقها من عواقب غير محمودة، مبدية مخاوفها من قرار وزارة التربية الوطنية، الذي خلف رجة وسط الآباء وأولياء أمور التلاميذ، في الوقت الذي لم تستقر فيه الوضعية الوبائية بعد، وهي المخاوف التي لا يخفيها معظم الأمهات وأولياء أمور التلاميذ، جراء ضبابية الوضع الصحي في البلد.

من جهة أخرى، كشف مصدر من المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، أن هناك ترقبا لترحال جماعي من القطاع الخاص إلى المدرسة العمومية، بالنظر إلى أعدد طلبات الانتقال وشواهد المغادرة من المؤسسات التربوية الحرة، التي ما يزال الوقت مبكرا لإحصاء أرقامها النهائية، إلا أن المؤكد هو أن الترحال الجماعي سيزيد من وطأة الاكتظاظ في المدارس العمومية.

وأوضح المصدر نفسه أن مقر ولاية جهة طنجة شهد، صباح الاثنين الماضي، اجتماعا للسلطات الترابية مع المسؤولين الإقليميين لوزارة التربية الوطنية، من أجل استعراض آخر معطيات الخريطة الوبائية، حيث يسير الاتجاه العام نحو تبني التعليم عن بعد في غالبية المؤسسات المتواجدة في الوسط الحضري، خلال شهر شتنبر الجاري، في حين سيتم اعتماد نمط التعليم الحضوري بالتناوب في العالم القروي بتراب عمالة طنجة أصيلة.

وأضاف المصدر نفسه أن نمط التدريس سيخضع للتغير في حال تحسنت مؤشرات الوضعية الوبائية، وهي المعطيات التي يصعب التنبؤ بها في الوقت الراهن، لذلك كانت مذكرة وزارة التربية الوطنية حول تنظيم الموسم الدراسي 2020-2021، أخذت بعين الاعتبار التفاوت في مؤشرات الحالة الوبائية بين الأقاليم والجهات. وتماشيا مع مقتضيات مذكرة وزارة التربية الوطنية، التي أعطت صلاحيات للمديريات الإقليمية، باعتماد المقاربة المجالية في اختيار وتنزيل النمط التربوي الملائم، يتوقع أن تقترح كل مؤسسة تعليمية النمط التربوي الأنسب لها، أخذا بعين الاعتبار الحالة الوبائية في الأحياء السكنية التي يقطن بها التلاميذ والأساتذة، بالتنسيق مع السلطات الترابية والمصالح الصحية المختصة على المستوى الإقليمي.

المصدر: اليوم 24