الصحافة _ كندا
في تصعيد غير مسبوق، أطلق نشطاء مغاربة حملة واسعة لمقاطعة سمك السردين، احتجاجًا على الارتفاع المهول لأسعاره، وذلك بعد إغلاق محل الشاب المراكشي عبد الإله، الذي أثار جدلًا واسعًا بعدما عرض السردين بسعر 5 دراهم للكيلوغرام، كاشفًا بذلك الاحتكار الفاضح في سوق السمك.
وسرعان ما انتشرت دعوات المقاطعة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم #خليه_يخناز، قبل أيام فقط من حلول شهر رمضان، حيث يُعرف ارتفاع استهلاك المغاربة للأسماك. الخطوة جاءت كرد فعل غاضب على تدخل السلطات لإغلاق محل بيع السمك في مراكش، في خطوة وصفها المواطنون بـ**”الانتقام من البائع الذي فضح الأسعار الحقيقية للأسماك”**، بدل التصدي للمضاربين الذين يرفعون الأسعار دون مبرر.
الجدل لم يتوقف عند الشارع، بل وصل إلى قبة البرلمان، حيث وجهت النائبة فاطمة التامني عن فيدرالية اليسار سؤالًا إلى وزير الفلاحة والصيد البحري، مستنكرة ما وصفته بـ**”تصفية الحسابات ضد فاضحي الفساد بدل التحقيق في المضاربات”**، مؤكدة أن فضح التلاعب بالأسعار بات يشكل خطرًا على من يجرؤ على كشف المستور، سواء كانوا تجارًا صغارًا أو من عامة الشعب.
التامني أشارت إلى أن الشاب عبد الإله كشف كيف يحتكر كبار تجار السمك السوق، حيث يشترون السردين من الصيادين بسعر 3 دراهم فقط للكيلوغرام، ليعيدوا بيعه بأسعار تصل إلى 10 و20 درهمًا، في تلاعب واضح يثقل كاهل المواطنين ويمس قدرتهم الشرائية.
ومع تزايد الغضب الشعبي، تزداد المطالب بتدخل حكومي عاجل لضبط الأسعار ووضع حد لجشع المحتكرين، بدل استهداف من يكشفون الاختلالات العميقة في السوق. فهل ستتجاوب السلطات مع هذه الدعوات، أم أن حملة #خليه_يخناز ستتحول إلى شرارة غضب أوسع ضد الغلاء والتلاعب بقوت المغاربة؟