خطاب العرش يرسم ملامح مغرب صاعد ويطلق دينامية إصلاحات كبرى

31 يوليو 2025
خطاب العرش يرسم ملامح مغرب صاعد ويطلق دينامية إصلاحات كبرى

الصحافة _ كندا

في الذكرى السادسة والعشرين لاعتلائه عرش أسلافه، ألقى الملك محمد السادس خطاباً وُصف من طرف عدد من الخبراء الدوليين بأنه “علامة فارقة” في مسار التحول المغربي، خطاب لم يكتف بتعداد المنجزات، بل رسم بوضوح ملامح مغرب جديد، يخطو بثقة نحو جيل جديد من الإصلاحات، قائم على العدالة المجالية، والتنمية المندمجة، والتموقع الفاعل في محيطه الإقليمي والدولي.

الخطاب، الذي جاء بلغة تقييمية صريحة وواقعية، استعرض ما تحقق على مستوى البنيات التحتية والقطاعات الاستراتيجية كالصناعة والطاقة، لكنه توقف أيضاً عند مكامن الخلل، خاصة الفوارق المجالية والاجتماعية، داعياً إلى تجاوزها بمنطق الإنصاف التنموي والتقائية السياسات العمومية.

**رؤية ملكية لمغرب العدالة والريادة**

الخبير البريطاني أندرو روزمارين رأى في الخطاب “خارطة طريق دقيقة” لمغرب صاعد، مشيراً إلى تميز عهد محمد السادس بإرادة قوية في ترسيخ التنمية الاقتصادية من أجل رفاه المواطن، معتبراً أن إطلاق مشاريع مثل القطار فائق السرعة بين القنيطرة ومراكش يؤكد هذا التوجه الطموح نحو مغرب متقدم وشامل.

أما لويس فيليب تافاريس، وزير خارجية الرأس الأخضر الأسبق، فاعتبر الخطاب تجسيداً لمكانة المغرب كفاعل في استقرار إفريقيا والمجال المغاربي، مؤكداً أن قراءة الملك للتحديات تعكس وضوحاً في الرؤية وعزماً على تصحيح الاختلالات الترابية والاجتماعية، بما يعزز ثقة الشركاء الدوليين في النموذج المغربي.

**نفس إصلاحي جديد وتموقع مغاربي وازن**

جان ماري هيدت، الخبير السياسي الفرنسي-السويسري، رأى في الخطاب “نفساً متجدداً لمسار التحديث”، خاصة في البعد الإنساني والسياسي، معتبراً أن دعوة الملك لمد الجسور مع الجزائر تحمل بعداً إنسانياً قوياً، وتبعث برسالة سلام نادرة في محيط إقليمي مضطرب.

وفي الاتجاه ذاته، ذهب أستاذ القانون الفرنسي كريستوف بوتان إلى القول إن الخطاب يجسد دعوة صريحة لإطلاق إصلاحات محلية نابعة من خصوصيات الجهات، داعياً إلى تجاوز المقاربة المركزية. كما نوه بمبادرة اليد الممدودة نحو الشعب الجزائري، واصفاً إياها بـ”محاولة تاريخية للتهدئة الإقليمية”.

**الإصلاحات الكبرى على المحك**

الخطاب الملكي أعاد إلى الواجهة سؤال العدالة المجالية بوصفه المفتاح لأي انتقال تنموي ناجح، حيث لم تَغِب الإشارة إلى أن المغرب لن يحقق رهاناته الكبرى بدون انخراط كل الجهات بنفس الزخم والإمكانات. فالتحديث السياسي والاقتصادي لا يكتمل، وفق الرؤية الملكية، إلا حين يشعر كل مغربي، سواء في الجبال أو المدن، أنه معني بنفس الحقوق وفرص الارتقاء.

كما أن الخطاب حمل دعماً سياسياً قوياً لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء، مشيداً بتزايد الاعترافات الدولية، ومؤكداً على محورية الأقاليم الجنوبية في المشروع التنموي الإفريقي الذي يقوده المغرب.

**رسالة أمل وقوة ناعمة مغربية**

بهذا النفس الاستراتيجي، جاء خطاب العرش لعام 2025 ليس فقط بمضامين توجيهية، بل برسالة أمل ودعوة للتكتل حول مشروع وطني مندمج، يُبنى من الداخل، وينفتح على الخارج بقوة ناعمة تعزز مكانة المغرب كقوة إقليمية وازنة، تنشد السلم وتتمسك بالوحدة وتُعلي من شأن الإنسان المغربي أينما وُجد.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق