الصحافة _ وكالات
في سنة 1996 وجه الملك الراحل الحسن الثاني خطابا إلى الشعب المغربي، ألقاه نيابة عنه وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية آنذاك عبد الكبير العلوي المدغري، جاء فيه “بسب سنوات الجفاف الأخيرة التي مرت ببلادنا والتي جعلتنا نعلن السنة الماضية سنة كارثة وطنية”.
وأضاف الحسن الثاني “ومعلوم أن ذبح الأضحية سنة مؤكدة لكن إقامتها في هذه الظروف الصعبة من شأنه أن يتسبب في ضرر محقق، بسبب ما سينال لماشية من إتلاف وما سيطرأ على أسعارها من ارتفاع يضر بالغالبية لعظمى من أبناء شعبنا لاسيما دوي الدخل لمحدود، نهيب بشعبنا العزيز ألا يقيم شعيرة ذبح أضحية العيد في هذه السنة للظرورة”.
ولم يكن قرار الحسن الثاني سنة 1996 الأول من نوعه، فقد سبق له أن أمر بعدم ذبح أضحية العيد سنة 1963، حين كان المغرب يعيش أزمة اقتصادية خانقة في أوج حرب الرمال التي خاضها ضد الجزائر.
وفي سنة 1981 ضرب المغربَ جفافٌ غير مسبوق، كان من تبعاته نفوق عدد كبير من رؤوس الأغنام، لذلك قرر الحسن الثاني منع العيد.
قرار منع العيد سنة 1981 لم يرق لكثير من المغاربة، ففي الوقت الذي قرر فيه العديد منهم ذبح الأضحية بشكل سري، فضل البعض من سكان منطقة كلميمة الواقعة في الجنوب الشرقي الاحتجاج بذبح كلبين وتعليقهما على باب “قصر لميمة”، وكتبوا على أحد الجدران “عيد أنت يا حسن بالكبش أما نحن فسنأكل الكلاب”.
وبعد مرور أربعة سنوات على الحادث، اعتقلت القوات الأمنية المغربية شخص اسمه سعيد هراف، كان يشتغل مؤذنا بأحد مساجد “تاديغوست” رفقة ابنه موحى، ولانتزاع اعترافات حول مسؤوليتهما عن الحادث سيقتلع المحققون أسنان الابن موحى تحت التعذيب، أما الأب فستصب عليه الكحول ويحرق حيا، حسب شهادة الابن أمام هيئة الإنصاف والمصالحة.