حسن ابوعقيل من أمريكا
توقفوا … هنا الحدود
كم حزب سياسي اعتلى منبره بتصريحات أن برامجهم هي برامج ملكية ، برامج تخضع للتعليمات الملكية ، برامج تتغدى من حِكَمِ صاحب الجلالة ، برامج منبثقة من أقوال سامية ، الحكومة تتغنى بأنها حكومة جلالة الملك والمعارضة بدورها معارضة جلالة الملك , فحين أن الأمر يتعلق باستعراض الأجنحة وتخويف المواطنين وتوهيمهم بأنهم فعلا يقومون بتدبير للشأن العام تحت إملاءات الملك .
لا ننسى أن ملك البلاد قال في إحدى خطبه موجها كلامه للسياسيين :
” إن “الأمور عندما لا تسير كما ينبغي، يتم الاختباء وراء القصر الملكي، وإرجاع كل الأمور إليه “.
هذه الكلمة ضربة قاضية لكل من فشل في تدبير الشأن العام ، وأراد أن يتستر وراء الملك ، من أجل كسب رضاه أو ينفرد بملك البلاد ليحافظ على منصبه ومسؤوليته .
ففشل العديد من الأحزاب التي نالت نصيبها من تدبير الشأن العام خاطبها ملك البلاد بقول صريح : ” بعض السياسيين انحرفوا بالسياسة ، كما أن المواطن لم يعد يثق بهم … إما أن تقوموا بمسؤولياتكم أو تنسحبوا”.
فمن خلال هذا الرد فإن ملك البلاد يتبرأ من المسؤولية في إدارة البرنامج الحكومي الذي تشرف عليه الحكومة بمكونها الحزبي وليس له أي دخل مادام الإختصاص في يد السلطة التنفيدية وبيد السلطة التنظيمية وفي يد رئيس المجلس الحكومي وتبقى اختصاصات الملك بعيدة عن اللغط الكلامي والتصريحات اللامسؤولة .
الحزب الذي يتقدم للإنتخابات هو ملزم بأن يعبر عن كفاءته في التدبير وفي تكوين وتأطير النخب وأن يقوم بتنزيل الأوراش والمشاريع وتكريس ما وجب القيام به لإصلاح التعليم والتطبيب والسكن ومحاربة البطالة وتوفير الشغل ، لا أن يقحم ملك البلاد في برامج فاشلة كما هو حال البرامج التنموية التي فرخت البطالة والفقر وقضايا إجتماعية من فساد أخلاقي ودعارة وطلاق وعزوف عن الزواج وتسكع في الشوارع وانتشار الجريمة والسرقة الموصوفة والتفاهة التي برزت بشكل كبير ومخيف أعطت صورة الإنحطاط والتفكك الأسري وحدت من الفكر والثقافة والإبداع .
ما نعلمه أن ملك البلاد لا ينتمي إلى أي حزب سياسي هو ملك المغرب ينتمي إلى حزب المغاربة جميعا وبدون استثناء والملك لا يصوت على على البرلمان ولا على الجماعات الترابية فيرجى من الأحزاب المكونة للحكومة المقبلة أن تؤمن بأن برنامجها الحكومي إنتاج لها ، مسؤولة على تنزيله ، دون إقحام إسم ملك البلاد
خاصة أن العديد من البرامج كانت فاشلة ومع ذلك أقحم إسم الملك دون حمرة الخجل ودون إعتذار رسمي .
فرئيس الحكومة المقبل مدعو للإلتزام أمام الملك و الشعب ، بأن يخدم المصالح العليا للبلاد والعباد وألا يزيغ لِما زاغت له الحكومات السالفة من تستر وراء الملك حتى لا يطالب المواطن بالمحاسبة أمام المسؤولية فيرجى التوقف .. وهنا الحدود .
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل