الصحافة _ الرباط
شنّ حزب العدالة والتنمية هجوما عنيفاً على ضد ادريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، واصفا إياه بـ”الزعيم المتسلط”، وذلك رداً على تصريحات “زعيم الإتحاديين” التي قال فيها تعليقا على استقالة مصطفى الرميد من الحكومة وادريس الأزمي الإدريسي من الأمانة العامة لـ”البيجيدي” ومن رئاسة مجلسه الوطني: “إن كثرة المصالح والصراع حول المواقع والجري للحصول على رئاسيات المجالس والمناصب والسيارات أشعلت فتيل الصراعات داخل العدالة”.
وتابع ادريس لشكر، خلال كلمة ألقاها في اجتماع اللجنة الإقليمية للانتخابات بالجديدة: “دعوا حزب العدالة والتنمية يحلون مشاكلهم”. هذا الأمر فيه التطور الطبيعي لحزب سياسي كثرت فيه المصالح وتنبت فيه أمراض المصالح”، معقبا بالدعاء: “الله ينجينا وينجيكم”.
هذا، ووصف حزب العدالة والتنمية في مقال مطول نشره على موقع الإلكتروني الرسمي، ادريس لشكر بـ”السفسطائي”، مشيرا إلى “كيف انتقل السيد لشكر بقدرة قادر من انتقاد حاد لما سماه حينها بـ”الوافد الجديد” والدعوة للتحالف مع حزب العدالة والتنمية الذي كان في المعارضة، كي يفاجئ الجميع بقبوله لمنصب وزاري أي وزارة العلاقة مع البرلمان”.
وتساءل الحزب ذاته: “وهل هناك من مرض حزبي أكبر – الله ينجينا وينجيكم – من أن يرى “زعيم حزبي” أنه “بوحدو يضوي لبلاد”، حيث لا يرى إلا نفسه يستحق الاستوزار، وأنه حين لم تتحقق أمنيته التفت يمينا ويسارا، فلم يجد في مناضلي الحزب العريق أحدا يستحق المنصب الوزاري إلا ابنته المصونة!!؟”.
ومما جاء في المقال أيضا: “كان على “الخبير في الأمراض الحزبية” أن يوظف خبرته في “علم النفس السياسي” للتخلص من مرض الإسقاط، وقياس تجربة العدالة والتنمية على تجربة حزبه بعد أن تقلد زمام قيادته بالأساليب المعروفة، علما أن عددا كبيرا من الأطر الاتحادية العريقة في النضال والالتزام، أعلنوا أنهم لا يرضون أن يكونوا أعضاء في حزب ظهرت فيه هذه الأنانيات التي أشرنا لبعضها”، مضيفا: “وشافى الله الأستاذ لشكر من مرض الإسقاط، الذي من خلاله يريد أن يثبت أن ما فعله بحزبه هو قاعدة جارية لا تستثنى حزب العدالة والتنمية”.
وزاد المصدر ذاته: “لكن نريد أن ننبهه لفارق جوهري وأساسي، فمما لا ريب فيه أن حزب العدالة والتنمية مكون من بشر يصيبون ويخطئون، ويتفقون ويختلفون، ولكن قطعا لن تجد فيه يوما من يقترح نفسه للاستوزار”، موردا أن “مسطرة اختياره (البيجيدي) للوزراء لم تعجب السيد لشكر وأزعجته في يوم من الأيام، ولم ير حينها أنها شأن داخلي للحزب، لأنها ببساطة تمنع تسلط زعيم حزبي بالتقرير في المقترحين لتقلد مناصب وزارية وتبعا لذلك التحكم من خلالها في الولاءات”.
وواصل الحزب تصريف انتقاصه من لشكر بالقول: “قطعا لن تجد في حزب العدالة والتنمية من يقترح إبنا أو بنتا له، قطعا حزب العدالة والتنمية مشكل من بشر ممن خلق يتطلعون ويختلفون، ولكنه لا يخضع لمنطق الزعيم الآمر الناهي، حزب يملك فيه كل مناضل أن ينتقد ويعبر عن وجهة نظره، وأن يحتج وأن يستقيل، ولكنه حزب مؤسسات يحتكم ويرجع إليها عند الاختلاف، مؤسسات تشتغل بطريقة راتبة ومنتظمة ولا يحتاج الأمر إلى عرائض من أجل انتظام اجتماعاتها واشتغالها”.
ودعا “المصباح” زعيم “الوردة” إلى “الاعتكاف على معالجة ما عرفته ولايته من تعميق أمراض حزبه، بدل اللجوء لمنطق الإسقاط، إسقاط منطقه وتجربته في العمل السياسي على غيره”.