الصحافة _ كندا
اختار المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، خلال اجتماعه المنعقد يوم الجمعة 20 يونيو 2025 بمدينة أكادير، أن يعيد التأكيد على أهمية “الانسجام الحكومي” كشرط حاسم لاستكمال الأوراش الإصلاحية، في توقيت دقيق يتزامن مع تصاعد التوترات داخل التحالف الثلاثي.
البيان الصادر عن قيادة “الأحرار” لم يخلُ من إشارات سياسية واضحة، حيث شدّد على أن ما تحقق من “منجزات حكومية متميزة” لم يكن ليرى النور لولا “النفس السياسي الذي يوفره الانسجام داخل الأغلبية”، معتبراً هذا الانسجام “الوصفة الناجعة والشرط الأساسي للمضي قدماً في مسار تعزيز الدولة الاجتماعية، وتحصين النموذج السياسي”.
وفي رسالة بدت موجّهة إلى الحلفاء، نوه الحزب بما وصفه بـ”المد الإصلاحي” للحكومة من خلال مشاريع قوانين اجتماعية وهيكلية، داعياً برلمانييه إلى مواصلة “الأداء المتميز” خلال مناقشتها، في تلميح إلى حرصه على ضبط الانضباط التشريعي داخل الأغلبية.
كما ثمّن البيان الإجراءات الحكومية الرامية إلى إعادة تشكيل القطيع الوطني وفق التوجيهات الملكية، وتعبئة الموارد لتدبير هذا الورش في ظل التحديات المناخية، إلى جانب الإشادة بالدينامية التنموية في جهة سوس ماسة، في استحضار لرمزية الخطاب الملكي التاريخي بأكادير سنة 2019.
في الأثناء، لم يفُت قيادة الحزب أن تُعلن بشكل رسمي عن عودة محمد غياث إلى المكتب السياسي، وهو ما يتقاطع سياسياً مع العودة المثيرة للجدل للقيادي هشام المهاجري إلى قيادة حزب الأصالة والمعاصرة، الشريك في الحكومة، في ظرفية تشهد احتكاكات واضحة بين مكوّنات التحالف.
وإذ أعاد الحزب تأكيد دعمه للإصلاحات الكبرى في الصحة والتعليم والتغطية الاجتماعية، فقد حرص على توجيه رسائل مزدوجة: واحدة موجهة للداخل التنظيمي لضبط الصف، وأخرى موجهة لحلفائه، تؤكد تمسّكه بالانسجام كأداة للاستمرار… وربما كشرط لمراجعة معادلات التحالف المقبلة.