الصحافة _ كندا
في الوقت الذي تتزايد فيه مؤشرات التصدع داخل مكونات الأغلبية الحكومية، بسبب الاصطفافات المبكرة والتحركات الانتخابية لقادتها، يبدو أن حزب التجمع الوطني للأحرار قد اختار أن يسبق العاصفة، عبر دخول ميداني منظم يعكس رغبته في التموقع المبكر لخوض استحقاقات 2026.
ومن خنيفرة، المدينة الجبلية الواقعة في قلب الأطلس، قاد رشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب وعضو المكتب السياسي للحزب، لقاءً حزبياً موسعاً، حضره وزراء وازنون من الصف الحكومي كأحمد البواري، محمد سعد برادة، مصطفى بايتاس، إضافة إلى كريم زيدان، في إشارة واضحة إلى الوزن السياسي الذي يوليه الحزب لهذه المرحلة.
اللقاء، الذي جمع رؤساء الجماعات وأعضاء المجلس الإقليمي والغرف المهنية بإقليم خنيفرة، لم يكن مجرد جلسة تواصلية، بل جسّد أولى محطات التعبئة التي أطلقها عزيز أخنوش، رئيس الحزب، استعداداً لمعركة تشريعية يُنتظر أن تكون نارية بين أحزاب التحالف الثلاثي، حيث يسعى كل طرف إلى التموقع في الصدارة.
الوزراء، كل من موقعه، حاولوا طمأنة المنتخبين المحليين، عبر تقديم أجوبة تقنية وسياسية حول البرامج والمشاريع الجهوية، وسط تصاعد مطالب المنتخبين بالحصول على دعم حكومي ملموس يُترجم في الميدان ويُوظّف في خدمة الحصيلة الجماعية مستقبلاً.
لكن خلف الأبواب المغلقة، لا يخفي فاعلون سياسيون محليون مخاوفهم من أن تتحول هذه الدينامية إلى معركة نفوذ بين مكونات الأغلبية، خصوصاً في ظل تزايد الحديث عن “استفراد جهوي” ببعض الأوراش الحكومية، وتوظيفها لخدمة أجندات انتخابية ضيقة، مما يُنبئ بتوتر صامت قد ينفجر مع اقتراب ساعة الحسم.
هكذا، يرسل الأحرار من خنيفرة إشارة قوية بأنهم لا ينتظرون صافرة البداية، بل يراكمون التعبئة ويشتغلون على الأرض، في وقت تنشغل فيه مكونات أخرى من الأغلبية بتبادل الرسائل المشفرة ومحاولة حسم التموقعات قبل الأوان.