الصحافة _ كندا
أعلن فرحات مهني، رئيس حركة تقرير مصير منطقة القبائل، اليوم الأحد 14 دجنبر 2025، ما وصفه بالميلاد الرسمي لـ«الجمهورية الفدرالية للقبائل»، معلنًا استقلال منطقة القبائل عن الجزائر، في خطوة غير مسبوقة اعتبرتها الحركة محطة فاصلة في مسارها السياسي والنضالي.
وجرى الإعلان خلال مؤتمر احتضنه فندق فاخر بالعاصمة الفرنسية باريس، بعدما منعت السلطات الفرنسية تنظيمه بقصر المؤتمرات بمدينة فرساي لأسباب أمنية، قبل أن تنجح الحركة في عقد اللقاء بصيغة بديلة عقب لجوئها إلى مسطرة قضائية استعجالية.
وشهدت المراسم حضور قيادات الحركة وعدد من أنصارها وشخصيات محسوبة عليها، حيث قُدم الإعلان في طابع احتفالي ورسمي، مع التأكيد على اعتماد تسمية «الجمهورية الفدرالية للقبائل» كإطار سياسي جديد لهذا التوجه الانفصالي.
وأكدت الحركة أن الإعلان تم رغم ما وصفته بعراقيل وضغوط سياسية، قالت إن السلطات الجزائرية سعت من خلالها إلى إفشال الحدث، مشددة على أن المراسم أقيمت في الموعد المحدد سلفًا، يوم 14 دجنبر، ولو بصيغة مختلفة عما كان مخططًا له في البداية.
واعتبر فرحات مهني أن الخطوة تشكل تتويجًا لمسار نضالي طويل، مرتبط بما وصفه بمرجعيات دولية، خاصة قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بحق الشعوب في تقرير المصير، مؤكدا أن الإعلان يمثل بداية مرحلة جديدة لتدويل قضية القبائل، مع السعي إلى كسب اعتراف دولي، رغم التعقيدات السياسية والقانونية التي تحيط بالملف.
ويأتي هذا التطور في سياق توتر حاد بين الحركة والسلطات الجزائرية، التي كانت قد صنفت حركة تقرير مصير منطقة القبائل منظمة إرهابية منذ سنة 2021، وتعتبر نشاطها تهديدًا مباشرا للوحدة الترابية للجزائر.
وكانت السلطات الفرنسية قد بررت منع تنظيم المؤتمر في فرساي باعتبارات تتعلق بالأمن والنظام العام، بالنظر إلى حساسية الطابع السياسي للحدث وارتباطه بحركة انفصالية، وما قد يترتب عن ذلك من توترات محتملة.
ويُذكر أن الحركة كانت قد أعلنت، خلال مؤتمر سابق عقد بباريس في 19 أكتوبر 2025، تبني إعلان استقلال منطقة القبائل بالإجماع، بحضور قيادتها وما تسميه «الحكومة القبائلية في المنفى» و«البرلمان القبائلي»، مع تحديد يوم 14 دجنبر 2025 موعدًا للإعلان الرسمي، باعتباره تاريخًا ذا رمزية خاصة في أدبيات الحركة المرتبطة بمناهضة الاستعمار.














