الصحافة _ عبد الله الجباري
قامت حركة التوحيد والإصلاح بمراجعات فكرية عميقة. وقفت مع ذاتها. ونظرت إلى تاريخ مجتمعها. وأعلنت بجرأة أن المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية والتصوف إضافة إلى قراءة نافع تعد من الاختيارات المغربية في التدين والتمذهب.
وقد أعلن ذلك بكل وضوح الدكتور أحمد الريسوني من خلال محاضرات ولقاءات إعلامية توجت بإصدار كتاب في الموضوع.
توجس بعض مؤممي المذهب الفقهي والعقدي والتصوف. وادعوا أن الأمر ليس مراجعة. بقدر ما هو تكتيك تمارسه الحركة. وتقية تبطن من خلالها ما لا تظهر.
استمرت الحركة في طريقها. واحتفل فرعها الجهوي بفاس بالمولد النبوي بشراكة مع زاوية صوفية هناك.
ثم استمر التشكيك.
الآن. أعلنت الحركة عن ندوة حول التصوف.
واستمر التشكيك.
طيب.
لنحاور مؤممي المذهب بهدوء.
ماذا تطلبون من الحركة بالضبط حتى يثبت لديكم أنها لا تمارس التقية؟
والسؤال الأهم هو
لماذا لم يتوجسوا من المنقلبين المتحولين الذين لم يقدموا أية مراجعات؟
وهاكم الأمثلة.
1.. الحسين أيت سعيد. وهابي قح. خريج جامعة سعودية. كان طلبة
الآن. انخرط في منظومة أحمد التوفيق. فهل تقولون عنه بأنه يمارس التقية؟
2.. هناك أسماء كثيرة لرؤساء المجالس العلمية الذين كانوا يعادون التصوف. ومنهم من كان يعادي ويحارب الأشعرية. والآن بلعوا اللسان. ومنهم من صار يمدح ما كان يقدح. فهل تعتبرون ذلك تقية.
3.. نكتة.
أحد الوهابية من خريجي بوخبزة بالشمال. حضر حفل الترحم على الحسن الثاني. والتقطته الكاميرا بدقة مرتين.
المرة الأولى وهو يقرأ القرآن جماعة. وهو الذي كان يعتبر ذلك بدعة.
المرة الثانية وهو يقرأ مع المادحين بيتا في التوسل. وهو الذي كان يعتبره مظهرا من مظاهر الشرك.
فهل طالبتموه بالمراجعة الفكرية؟ أم أنه يمارس التقية؟
4.. نكتة أخرى.
ذهب منذ سنوات مسؤول وزارة الأوقاف إلى حفل المريدين بالسنغال. ورافقه اسماعيل الخطيب وأيت سعيد الحسين وسعيد بيهي متفرقين في زيارتين. وتعمد أصحاب الكاميرا أخذ تصريح من هؤلاء. واضطروا إلى الحديث عن التصوف بإيجابية.
فهل تلك التصريحات قناعاتهم الشخشية. أم مجرد تكتيك يا أرباب التكتيك؟
لا خير فيمن لا يؤمن بتطور الأفكار
لا خير فيمن لا يرحب بتطور الأفكار
لا خير فيمن يؤمم المذهب ويغلق أبوابه ويحفظه باسمه