الصحافة _ كندا
في ظل استمرار النيران التي اندلعت منذ ظهر الثلاثاء 12 غشت 2025 بعدد من المناطق الجبلية بإقليمي تطوان وشفشاون، لاسيما ببن قريش والدردارة، يعيش سكان المناطق المتضررة حالة من القلق والترقب، بعد أن أتت ألسنة اللهب على مساحات واسعة من الغطاء الغابوي، مخلفة وراءها خسائر جسيمة في المحاصيل الزراعية، والأشجار المثمرة، والمواشي، وممتلكات المواطنين.
ورغم تدخل فرق الإطفاء منذ الساعات الأولى، بدعم من طائرات “كنادير” والمتطوعين من أبناء المنطقة، إلا أن وعورة التضاريس، وارتفاع درجات الحرارة، وهبوب رياح “الشركي”، كلها عوامل عقدت مهمة السيطرة الكاملة على الحرائق، التي استمرت حتى ساعات متأخرة من الليل.
الحرائق المتكررة التي تشهدها جهة الشمال، والتي التهمت في السنوات الأخيرة آلاف الهكتارات من الغابات، تطرح مجددًا أسئلة ملحة حول جاهزية منظومة الوقاية من حرائق الغابات، ومدى فاعلية التدخلات الرسمية، خاصة من طرف وزارة الفلاحة عبر الوكالة الوطنية للمياه والغابات، باعتبارها الجهة المسؤولة عن تدبير المجال الغابوي الوطني.
وفي ظل غياب أي موقف رسمي حتى لحظة كتابة هذه السطور، يطالب المتضررون وساكنة المناطق الجبلية المنكوبة بتدخل عاجل، لا يقتصر فقط على إخماد الحرائق، بل يشمل أيضًا تعويضات عادلة عن الأضرار التي لحقت بمحاصيلهم ومواشيهم وأشجارهم ومصادر رزقهم.
كما يشدد المتابعون على ضرورة بلورة برنامج استعجالي لإعادة تأهيل الغابات المتضررة، وتوفير بدائل اقتصادية مستدامة للساكنة التي تعيش في تماس مباشر مع هذه الفواجع المتكررة.
وتُعد جهة طنجة تطوان الحسيمة من أكثر المناطق تضررًا على المستوى الوطني من حرائق الغابات، حيث تسجل سنويًا نسبة تقارب 50% من إجمالي الحرائق بالمغرب، في ظل غياب استراتيجية جهوية فعالة لحماية الغطاء الغابوي وتدبير المخاطر البيئية.
هذا الوضع يفرض، بحسب المهتمين، ضرورة تسريع تنزيل الاستراتيجية الوطنية “غابات المغرب 2023-2033” على أرض الواقع، خاصة ما يتعلق بإعادة تأهيل النظم الإيكولوجية الغابوية، وتثمين الموارد الطبيعية في إطار مقاربة مستدامة تشمل البعد الاجتماعي والاقتصادي والبيئي.
كما يُلحّ العديد من الفاعلين المدنيين والحقوقيين على فتح تحقيق مسؤول وجدي للكشف عن أسباب اندلاع هذه الحرائق، وتحديد الجهات أو الأفعال التي قد تكون ساهمت في تأجيجها، وترتيب الجزاءات المناسبة.
المصدر: زنقة 20