الصحافة _ الرباط
عاد الوضع الوبائي بغالبية المستشفيات المغربية إلى ما كان عليه في الشهور السابقة، بعد العودة إلى تجاوز عتبة الـ2000 حالة إصابة يوميا، وارتفاع أعداد المرضى المتواجدين بأقسام الإنعاش، خصوصا بعد تطور المنحى لفيروس كورونا بداية من الشهر الجاري، الأمر الذي جعل الأطر الطبية تعود إلى حالة التأهب القصوى استعدادا لانتكاسة وبائية مرتقبة.
واعتبر شكيب عبد الفتاح، عضو اللجنة العلمية للتلقيح، أن الحالة الوبائية التي دخل المغرب فيها حاليا تندرج ضمن الموجة الثانية، بعد اقتراب المغرب من تسجيل 3000 حالة إصابة بفيروس كورونا، موضحا أن الانتقال من مرحلة لمرحلة يقتضي الانتهاء من وضعية وبائية تتميز بانخفاض أعداد الوفيات والإصابات إلى وضعية أخرى تتميز بالعودة إلى تسجيل حالات إصابة مرتفعة مرة أخرى، وهي التي بدأت منذ شهر تقريبا.
الاقتراب من انتكاسة وبائية
أعلنت وزارة الصحة اليوم الجمعة 16 يوليوز عن تسجيل 2791 حالة مؤكدة للإصابة بفيروس كورونا المستجد، بينما جرى تسجيل تسع وفيات، حيث يواصل عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد الارتفاع.
ويأتي هذا الارتفاع المتواصل في وقت حذرت فيه السلطات الصحية من انتكاسة وبائية جديدة، كما تربط الأطر الصحية بارتفاع أعداد الحالات الحرجة في أقسام الإنعاش وتجاهل التلقيح.
وكشف إسماعيل لبيب، طبيب ورئيس قسم الإنعاش والتخدير بالمركز الاستشفائي الجامعي بطنجة، أن الوضعية الوبائية بغالبية مستشفيات طنجة عادت إلى حالة الانتكاسة التي كانت عليها خلال الموجة الأولى، بعدما عادت حالات الإصابة إلى الارتفاع بداية من الشهر الماضي، موضحا أن سبب ذلك يعود إلى الحركية التي تشهدها العطلة الصيفية ودخول مغاربة العالم، وعدم استكمال عملية التلقيح لبلوغ المناعة الجماعية.
طبيعة الحالات المسجلة حاليا
أبرز المتحدث ذاته أن غالبية المرضى الذين يتواجدون حاليا بمراكز الإنعاش والعناية المركزة هم من فئة الشباب، الذين لم يحن موعد أخذ جرعاتهم من اللقاح المضاد للفيروس أو الذين رفضوا الذهاب إلى مراكز التلقيح، هذا بالإضافة إلى فئة أخرى سبق لها أن أصيبت بكورونا لأكثر من مرة، ولم يعد عندها القدرة على مواجهة هذا الوباء القاتل.
ويرى لبيب أن الأطر الطبية عادت لتعيش حالة التأهب القصوى لتكون مستعدة لأي انتكاسة وبائية أخرى، خلال الأيام المقبلة، مبرزا أن الحل في يد المواطن للتحكم في الوضعية المقبلة، لأن الكوادر الطبية تعبت واستنفدت طاقتها خلال الموجة الأولى، ولمدة سنتين لم تحصل على إجازة.
تجربة طويلة في مواجهة الفيروس
ويرجع المتحدث ذاته هذه الإصابات إلى انتشار متحورات كورونا، التي تتميز بسرعة الانتشار، مبرزا أنه يتم متابعتها من طرف مركز خاص بطنجة لاكتشاف السلالات المتحورة.
ويرى لبيب أن الموجة الأولى من كورونا ساعدت الأطر الطبية على اكتساب التجربة في التعامل مع الوضع، وكذا في التعايش مع هذه الحالات وفي كيفية تجاوز الوصول إلى المرحلة الخطيرة، وكذا العلامات والأعراض التي توضح طبيعة إصابة هذا المريض، وكيفية اخضاعه للمراقبة.
من جهته، أوضح رضا بارون، رئيس قسم الإنعاش بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، أن مستشفيات العاصمة الاقتصادية كانت قد وصلت إلى مرحلة مستقرة ولم يبق بها أي مريض، سواء بمراكز العناية المشددة أو بالإنعاش، غير أنه بداية من الشهر الماضي عادت إلى استقبال حالات جد متطورة، وعادت إلى فتح مراكز خدمات الإنعاش الثلاث التي كانت مخصصة لأمراض أخرى.
ويرى المسؤول أن المشكل حاليا أن الأطر الطبية تعبت جسديا ونفسيا ولم تعد تتحمل الاستمرار في محاربة هذا الوباء، مشددا على أن “الأطباء لم يعد لهم المجهود الكافي لمواجهة موجة جديدة”.
وقال إن هذه الحالات التي يتم الإعلان عنها لا تمثل إلا نسبة قليلة، لأن غالبية المرضى المصابين بكورونا حاليا لا يقومون بإجراء اختبار الكشف عن الفيروس، ويتابعون العلاج بمفردهم، خصوصا الفئة التي تلقت التلقيح، نظرا لفاعلية هذا الأخير في تفادي مضاعفة الوضعية الصحية للمرضى.