الصحافة _ كندا
تستعد حركة “جيل Z 212” لتنظيم موجة جديدة من الاحتجاجات، يوم السبت 18 أكتوبر 2025، في محاولة لإعادة الزخم إلى الشارع وتوسيع رقعة التعبئة لتشمل فئات أوسع من المواطنين، مع اعتماد أشكال نضالية جديدة تجمع بين الاحتجاج الميداني والمقاطعة الاقتصادية، في خطوة تصعيدية تهدف إلى الضغط على الحكومة للاستجابة لمطالبها الاجتماعية والسياسية.
ورغم تراجع نسبي في حجم التظاهر خلال الأسبوع الماضي، تشير مؤشرات عديدة إلى أن الحركة ماضية في التصعيد المنظم، إذ تسعى، وفق مراقبين، إلى تحويل الاحتجاج من فعل ظرفي إلى حركة مجتمعية دائمة، تتجاوز حدود الشارع لتطال مجالات الحياة اليومية مثل الاستهلاك ومتابعة مباريات كرة القدم.
وفي تصريح خصت به صحيفة صوت المغرب، أكدت الحركة أن قرارها بالعودة إلى الشارع وتوسيع دائرة الفعل الاحتجاجي “جاء بعد نقاش داخلي مسؤول وتصويت موسّع شارك فيه أعضاء الحركة من مختلف المدن المغربية”، مضيفة أن “هذه الخطوة ليست رد فعل انفعاليًا، بل تطور طبيعي لمسار نضالي متكامل”.
وشددت قيادة الحركة على أن الملف المطلبي الذي قدمته “يتضمن حلولاً عملية ومقترحات واضحة لمعالجة مشاكل الشباب المغربي في التعليم، والصحة، والتشغيل”، منتقدة ما وصفته بـ“غياب أي تجاوب حكومي جاد مع هذه المطالب، واستمرار سياسة التجاهل”.
وأوضحت “جيل Z 212” أن احتجاجات الشارع تمثل “أداة للتعبير المباشر عن الغضب الشعبي”، بينما تهدف حملة المقاطعة الاقتصادية التي تم إطلاقها إلى “تأكيد الطابع السلمي والواعي للحركة، والضغط الرمزي على الحكومة لإجبارها على الإصغاء لصوت الشارع”.
وأكدت الحركة أن السلمية ستظل خطها الأحمر في جميع الأشكال النضالية، مشيرة إلى أن “الاحتجاج بالنسبة لنا ليس هدفًا في حد ذاته، بل وسيلة حضارية لحث الحكومة على الإصلاح”.
وأضافت في لهجة تصعيدية: “عندما تبدأ الحكومة فعلياً في تبني مطالبنا، وعلى رأسها الإفراج عن المعتقلين على خلفية الاحتجاجات السلمية، سنشرع تدريجياً في تعليق تحركاتنا الميدانية”.
وتستعد الحركة لتنظيم وقفات احتجاجية متزامنة في أغلب المدن المغربية، إلى جانب إطلاق مرحلة جديدة من المقاطعة الاقتصادية التي سيتم الكشف عن تفاصيلها لاحقاً، مؤكدة أن “القضية لم تعد مجرد غضب شبابي، بل أصبحت قضية مجتمع يبحث عن الكرامة والمحاسبة والعدالة الاجتماعية”.
وبينما تتزايد الدعوات عبر المنصات الرقمية للانخراط في هذه التعبئة، تراقب السلطات الميدانية تطورات الوضع باهتمام بالغ، في وقت يُتوقّع فيه أن يشكل يوم السبت المقبل محطة مفصلية في مسار حركة جيل Z، بين خيار التصعيد المنظم أو بداية اختبار قدرتها على الحفاظ على زخمها الشعبي.