الصحافة _ كندا
في واقعة طريفة لم تمر مرور الكرام، تحول مظهر رئيس الحكومة عزيز أخنوش عند وصوله إلى مطار المدينة المنورة إلى مادة دسمة للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن ظهر مرتدياً جلباباً مغربياً فوق سروال وجاكيت عصري وحذاء كلاسيكي “موكاسان” لا علاقة له بالمقام ولا باللباس التقليدي المغربي.
الإطلالة، التي وُصفت من طرف العديد من النشطاء بـ”خلطة غريبة بين الدار البيضاء وبريطانيا وسيدي معروف”، فجّرت موجة انتقادات لاذعة، حيث اعتبر الكثيرون أن ما بدر عن رئيس الحكومة لا يليق بموقعه الاعتباري، ولا يُشرف رمزية اللباس المغربي الذي كان، ولا يزال، جزءاً من هوية الدولة والشعب.
وما زاد الطين بلة هو التفاعل الساخر للصحفي يوسف الساكت، الذي نشر تدوينة بعنوان: “انفراد.. قصة جلابة أخنوش والصباط موكاسان”، قائلاً فيها إن رئيس الحكومة كان في طريقه لأداء العمرة وهو مرتاح بلباس غير رسمي، قبل أن يتلقى خبراً بوجود استقبال رسمي في المطار، فارتبك و”خرج يجري يقلب على جلابة”، ليعثر في آخر لحظة على “جلابة مكمشة” كان يحتفظ بها للطوارئ، في مشهد أقرب إلى كواليس مسرحية مرتجلة.
وأضاف الساكت، بتهكم لاذع، أن أخنوش استعان بـ”البيلوط” باش يعتقوه بشي جلابة قبل الهبوط، متخيلاً سيناريو فيه استعجال وارتباك:
**”- خويا عتقني بشي جلابة، راح الاستقبال رسمي
- ها هي، ولكن رجّعها، راه هي اللي عندي…”**
من جهته، عبّر الداعية رضوان شكداني عن امتعاضه من هذا المشهد، مؤكداً أن تمثيل المغرب في مثل هذه المناسبات يفرض الالتزام باللباس التقليدي الكامل، كما اعتاد عليه الملوك والوزراء والسفراء، وأضاف ساخراً: “راه السي أخنوش ما خاصّوش الفلوس، يقدّ يشد ستايليست ومهندس لباس باش ميطيحش فهاد التبهديلة اللي شوهت الجلابة المغربية لي العالم كامل كايفتخر بيها”.
الناشط هشام الأحرش بدوره دخل على الخط، واعتبر أن ما قام به رئيس الحكومة يُعد تجاوزاً للأعراف المتوارثة منذ قرون في المغرب، والتي تلزم الشخصيات الرسمية بالظهور بلباس يليق بتاريخ المملكة وصورتها، حتى خارج الوطن.
أما رواد الفايسبوك، فقد تكفلوا بالباقي، إذ غصت التعليقات بالأسئلة الساخرة:
“رئيس حكومة بلاد عمرها 12 قرن، ويلبس بحال شي معتمر تايه وسط الأمتعة؟”
“فينك آ البلغة.. آش جاب الكلاسيك للجلباب؟”
“هادي ماشي إطلالة.. هادي أزمة هوية ناطقة!”
وهكذا، تحولت جلابة أخنوش إلى بطل الموسم، في قصة ساخرة تليق بمسرح السياسة المغربية، حيث “الصورة تجرّ أكثر من ألف خطاب”… والصباط أكثر من ألف تصريح.