الصٌَحافة من كندا
الكثير من القراء والمتتبعين والمتصفحين لجريدة “الصٌَحافة” الإلكترونية لا يكفون عن التساؤل عن هوية هذه الجريدة وعن صحافييها، وعن خطها التحريري، وعن الجهة التي تقف من ورائها، كما أن أغلب الأصدقاء والمقربين يطرحون نفس الأسئلة، وهي أسئلة مشروعة بالنسبة للقارئ الذي وضع ثقته في الجريدة منذ بدايتها، قبل شهر ونيف تحديدا.
ولذلك بات من الواجب على أسرة التحرير التي تسهر على هذه الجريدة أن تجيب عن هذه الأسئلة في إطار الميثاق الأخلاقي الذي يجمع الجريدة وقراءها الأوفياء، في كندا والمغرب وفي دول المهجر.
أيها القراء الأوفياء، لا أحد يقف وراء هذه التجربة الإعلامية التي تنطلق من كندا، وحين ننفي وجود أي جهة، نقصد ليست هناك أية جهة سياسية ذات موقف محدد، ولا جهة اقتصادية صاحبة تطلعات ربحية، ولا أي شخصية نافذة تحاول استعمال الإعلام لتسويق الذات وردع الخصم، ولا أجندة خارجية تحاول أن تفرض وجودها عبر الرسالة الإعلامية كما يحدث في الكثير من التجارب العالمية، كما أنه لا يوجد أي نية مبيتة لاستهداف أي شخصية أو جهة معينة، ولن نسمح لأنفسنا في استهداف الأشخاص والمؤسسات بالباطل، سواء داخل كندا التي تنطلق منها الجريدة، أو البلد الأصلي الذي هو المغرب.
من المؤكد أننا سنمارس مهنة الصحافة، كما يدل على ذلك اسم الجريدة، واخترنا هذا الاسم باعتباره شعارا، أي الصحافة، لخطنا التحريري المبني على التعدد والتنوع في أفق الدفع بحرية التعبير على نحو مسؤول، والمساهمة في توسيع النقاش وفتح المجال للآراء المختلفة أنى كانت خليفتها السياسية وهواها الإيديولوجي.
إن جريدة “الصٌَحافة” الإلكترونية، هي جريدة كندية ناطقة باللغة العربية، تصدر عن شركة كيبيك إينك من لافال بكندا، ولها مراسلون من بلدان عربية وأجنبية بشكل عام، والمغرب على وجه الخصوص، وحين نركز على أخبار المغرب، كما يلاحظ القراء الأوفياء، فلأن المؤسسون لهذه التجربة هم مغاربة، ولو أنهم يعيشون خارج المغرب، فإن المغرب يأبى أن يخرج من القلب والوجدان، هو هوية نحملها أنى سافرنا، وأنى أقمنا، وهذه المشاعر يحس بها كل مغربي يعيش خارج المغرب، بلدنا المغرب هو الرابطة الروحية والوجدانية التي تجمعنا، وهو الآصرة التي تعمق إيماننا بالمسؤولية في المساهمة في تقدم بلدنا وتحقيق التنمية الشاملة التي لا تتحقق إلا بالحرية، فالتنمية حرية، والإنسان الحر هو من يساهم في التنمية، وهل يمكن أن تتحقق تنمية بدون حرية؟ أكيد.. لا يمكنّ !
نعيد مرة أخر، ونكرر: إننا لسنا ضد أي أحد، ولا يقف خلفنا، أي أحد يوجهنا أو يساهم معنا من ماله، سوى إيماننا بالمساهمة في توسيع مجال الحرية، بالمغرب وفي خارج المغرب، لسنا ملائكة معصومين، ولسنا شياطين مرجومين، بل نحن بشر نصيب ونخطأ، وإذا أخطأنا سنتعلم من الخطأ، وإذا أصبنا فلن نغتر أبدا، بل سنضاعف المجهود لنكون في المستوى المطلوب في تحمل الأمانة.
وحملها الإنسان!