الصحافة _ كندا
في حادثة غير اعتيادية، أوقفت الشرطة الوطنية الإسبانية مساء أمس امرأة في ميناء سبتة المحتلة أثناء محاولتها العبور إلى ميناء الجزيرة الخضراء، بعدما ضبطت بحوزتها كيلوغرامًا من مخدر الحشيش مخبأً بطريقة مثيرة للريبة.
وجاء الكشف عن العملية عقب تفتيش جسدي دقيق خضعت له الموقوفة، ليتم العثور على عشر صفائح من الحشيش مثبتة بإحكام على جسدها، غير أن المفاجأة الأكبر التي أثارت استغراب المحققين تمثلت في أن المخدرات المضبوطة كانت تحمل شعار نادي المغرب التطواني، وهو ما فتح الباب أمام تساؤلات حول رمزية هذا الاختيار وما إذا كان مجرد مصادفة أم إشارة مشفرة تستخدمها شبكات التهريب.
وُجهت للمرأة تهمة تهريب المخدرات والإضرار بالصحة العامة، في حين تم حجز المواد المخدرة بغرض تحليلها قبل إتلافها من قبل الجهات المختصة. ورغم أن هذه العملية أثارت ضجة إعلامية بسبب طبيعة الشعار المطبوع على المخدرات، إلا أن مثل هذه المحاولات باتت جزءًا من تكتيكات شبكات التهريب، التي تستغل صغار المهربين، مستغلة ثغرات قانونية، حيث أن ضبط كميات صغيرة لا يؤدي دائمًا إلى السجن الفوري، خاصة إذا لم يكن للمهرب سجل إجرامي مسبق.
بالتزامن مع ذلك، عززت قوات الحرس المدني الإسباني والشرطة الوطنية عمليات المراقبة في الميناء والمعابر الحدودية، ما أسفر عن توقيف العديد من المشتبه فيهم خلال الأسابيع الأخيرة، من بينهم قاصرون يتم استغلالهم كـ”بغال تهريب”، إذ يعمد المهربون إلى إلصاق المخدرات بأجسادهم أو حتى إجبارهم على ابتلاعها لنقلها عبر الحدود بطرق لا تخلو من الخطورة.
العملية الأخيرة تسلط الضوء مجددًا على التطور المستمر في أساليب شبكات التهريب، التي لا تتردد في استغلال أي وسيلة أو رمز لإخفاء أنشطتها غير المشروعة، ما يضع الأجهزة الأمنية أمام تحديات متزايدة في حربها ضد تجارة المخدرات العابرة للحدود.