تندوف تشتعل بعد تسريب مسودة مجلس الأمن التي تكرّس سيادة المغرب على الصحراء

19 أكتوبر 2025
تندوف تشتعل بعد تسريب مسودة مجلس الأمن التي تكرّس سيادة المغرب على الصحراء

الصحافة _ كندا

تعيش مخيمات تندوف منذ مساء أمس على وقع توتر غير مسبوق، بعد انتشار أنباء حول مسودة قرار جديدة لمجلس الأمن، تتضمن بوضوح دعم مقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب كحل نهائي لقضية الصحراء.

التسريب الذي تناقلته صفحات ومجموعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أحدث صدمة قوية في أوساط سكان المخيمات، حيث ساد الارتباك والانقسام بين من رأى في الأمر بداية النهاية لأطروحة “الانفصال”، ومن اعتبره “مناورة سياسية” لا أكثر.

مصادر من داخل المخيمات تحدثت عن حالة غليان حقيقية، رافقها غضب واسع من قيادة جبهة البوليساريو التي وُجهت إليها اتهامات مباشرة بالفشل والعجز، بل و”خيانة القضية”، بعد نصف قرن من المعاناة دون تحقيق أي اختراق سياسي أو إنساني يذكر.

وتزايدت حدة الغضب بعدما تداولت وسائل إعلام تصريحات منسوبة لمستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الإفريقية، أكد فيها أن “واشنطن متمسكة بسيادة المغرب على الصحراء، وأن الوقت قد حان لحل دائم ونهائي”، مشيراً إلى استعداد الولايات المتحدة لافتتاح قنصلية جديدة في الأقاليم الجنوبية.

هذه التصريحات، التي تُعدّ تأكيداً واضحاً لاستمرارية الموقف الأمريكي الداعم للحكم الذاتي، أشعلت موجة سخط داخل المخيمات، واعتبرها السكان دليلاً على أن المجتمع الدولي بات يتجه نحو تبني الرؤية المغربية كخيار وحيد واقعي وممكن.

وفي محاولة لاحتواء الموقف، خرج ممثل البوليساريو لدى الأمم المتحدة ليقول إن “المسودة المسربة تعكس فقط الموقف الأمريكي ولا تمثل القرار الرسمي لمجلس الأمن”، لكن بيانه قوبل بالسخرية والغضب داخل المخيمات، حيث رآه كثيرون دليلاً على تخبط القيادة التي لم تعد تملك لا زمام المبادرة ولا ثقة القواعد.

ويؤكد مراقبون أن ما يجري في تندوف اليوم هو انعكاس طبيعي لتحول موازين القوى في الملف الصحراوي، بعد أن نجح المغرب في كسب دعم متزايد من قوى كبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا، ومع توسع دائرة الدول التي تؤيد الحكم الذاتي كحل عملي للنزاع.

وبينما تواصل الأمم المتحدة مناقشاتها في صمت داخل أروقة مجلس الأمن، يرى محللون أن التسريب الأخير سرّع من انكشاف هشاشة البوليساريو، وأعاد رسم ملامح النهاية المحتومة للنزاع، بعدما أدرك سكان المخيمات أن مستقبلهم يُحسم خارج خيمهم، وأن العالم بدأ يتعامل مع الحكم الذاتي المغربي كأمر واقع لا رجعة فيه.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق