تندوف… القاعدة التي يستخدمها النظام الجزائري لابتزاز الخارج وتثبيت قبضته في الداخل

27 أكتوبر 2025
تندوف… القاعدة التي يستخدمها النظام الجزائري لابتزاز الخارج وتثبيت قبضته في الداخل

الصحافة _ كندا

في قلب التوترات التي تعصف بالمغرب العربي، تبرز تندوف كأخطر ورقة في يد النظام الجزائري، حيث تحولت من منطقة حدودية معزولة إلى قاعدة جيوسياسية تُدار منها خيوط واحدة من أطول النزاعات في القارة الإفريقية — نزاع الصحراء المغربية.

فبحسب تقرير لموقع Sahel Intelligence (26 أكتوبر 2025)، تستمر الجزائر في توظيف مخيمات تندوف وحركة البوليساريو كأداة استراتيجية لتحقيق توازنات إقليمية وإلهاء داخلي في آن واحد. المنطقة، التي تبعد أكثر من 1400 كيلومتر عن العاصمة الجزائرية، تمثل موقعًا بالغ الحساسية عسكريًا، وتشكل جزءًا من الإرث الاستعماري الفرنسي الذي ضمّ أراضٍ مغربية إلى الجزائر، وهو ما يُعد أحد جذور التوتر التاريخي بين البلدين.

منذ سبعينيات القرن الماضي، استخدم النظام العسكري الجزائري تندوف لتثبيت حركة البوليساريو، بدعم من نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، لتصبح هذه الحركة ذراعًا ميدانيًا وأداة ضغط دبلوماسية ضد المغرب. فبينما تُقدَّم الجزائر نفسها دوليًا كوسيط “محايد”، تُدير فعليًا كل تفاصيل الملف من تمويل وتسليح وتوجيه سياسي، في مشهد يوصف في الأوساط الدبلوماسية بـ “التحكم الكامل تحت ستار الدعم الإنساني”.

لكن خلف الخطاب الإقليمي، تكمن أجندة داخلية أعمق. فقد تحولت “القضية الصحراوية” إلى أداة تعبئة وطنية يستخدمها الجيش الجزائري لترسيخ شرعيته وتبرير استمراره في الحكم، في ظل أزمات اقتصادية واجتماعية خانقة. فالجنرال سعيد شنقريحة والرئيس عبد المجيد تبون يوظفان هذا الملف لتغذية شعور “الخطر الخارجي”، وبالتالي تحويل الأنظار عن الفساد، البطالة، وانهيار المؤسسات المدنية.

اليوم، أصبحت تندوف رمزًا مزدوجًا: مركزًا لسياسة خارجية عدوانية تجاه المغرب، ودرعًا لتماسك داخلي هشّ.

ففي الوقت الذي يحقق فيه المغرب تقدمًا دبلوماسيًا متسارعًا في ملف الصحراء، تُصرّ الجزائر على البقاء أسيرة ورقة فقدت مفعولها الاستراتيجي، لكنها لا تزال أداة فعالة في لعبة السلطة داخل قصر المرادية.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق