الصحافة _ وكالات
أصدرت مجموعة الأزمات الدولية تقريرًا يحذر من احتمال وقوع صدام عسكري بين المغرب والجزائر، مما يثير قلقًا متزايدًا حول استقرار منطقة شمال إفريقيا.
ويؤكد التقرير أن الجهود الدولية، وخصوصًا الأمريكية، إلى جانب سياسة “ضبط النفس”، كانت العامل الرئيسي الذي حال دون تصعيد الموقف إلى مواجهة مباشرة خلال السنوات الأخيرة.
تعود جذور الأزمة بين البلدين إلى النزاع الطويل حول الصحراء المغربية، حيث تصاعد التوتر مؤخرًا بعد تطورات سياسية ودبلوماسية غير مسبوقة. وقد شكل اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء في عهد إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب نقطة تحول محورية. كما شهدت السنوات الأخيرة تغيّر مواقف دول أوروبية بارزة، مثل إسبانيا وفرنسا، التي باتت أقرب إلى تأييد الموقف المغربي، مما زاد من عزلة الجزائر دبلوماسيًا في هذا الملف.
التقرير يشير إلى أن الجزائر، التي تعتبر نفسها داعمًا أساسيًا لجبهة البوليساريو، تشعر بأنها تواجه ضغوطًا متزايدة نتيجة لهذا التحول الدولي. في المقابل، يرى المغرب أن هذه التطورات تشكل دعمًا قويًا لرؤيته لحل النزاع الإقليمي، مما يزيد من إصراره على موقفه.
بحسب التقرير، فإن الجزائر قد تسعى إلى تصعيد التوترات في المنطقة العازلة بالصحراء المغربية كوسيلة للضغط على المغرب والمجتمع الدولي. ويأتي ذلك في وقت تتبنى فيه القيادة الجزائرية خطابًا عدائيًا متزايدًا، حيث يرى محللون أن النظام الجزائري يستخدم هذه الأزمة للتغطية على أزماته الداخلية، بما في ذلك التحديات الاقتصادية والاجتماعية.
ومع ذلك، فإن التقرير يشدد على أن أي مواجهة عسكرية بين الجزائر والمغرب لن تكون مجرد صراع إقليمي محدود، بل قد تمتد لتشعل المنطقة بأكملها، مما يهدد الأمن الإقليمي وحتى الأوروبي.
المصدر: الدار