الصحافة _ كندا
في تحليل مثير للجدل، حذّرت صحيفة “ذا هيل” الأميركية من احتمال اندلاع أزمة إقليمية بين المغرب والجزائر، بسبب مشاريع السدود الجديدة التي تعتزم الرباط إقامتها قرب الحدود الشرقية، في سياق استراتيجيتها الوطنية لمواجهة الجفاف والتغيرات المناخية.
ويشير التقرير إلى أن أحد هذه السدود، المبرمج بين عامي 2026 و2029، سيحجز حوالي 35 مليار قدم مكعب من المياه، ويقع على بعد أقل من 30 كيلومترًا من الحدود الجزائرية، ما قد يؤثر بشكل مباشر على تدفق المياه نحو وادي الساورة، الذي تعتمد عليه ولايتا بشار وتندوف في الشرب والزراعة والصناعة.
الخبير الأميركي جيف بورتر، كاتب التقرير، اعتبر أن غياب أي تنسيق أو حوار بين البلدين، في ظل القطيعة الدبلوماسية القائمة منذ 2021، قد يحول مسألة بيئية إلى نزاع جيوسياسي محتمل، خاصة في ظل مؤشرات على استنفار عسكري جزائري متزايد قرب المناطق الحدودية.
ودعا بورتر الولايات المتحدة، باعتبارها حليفا استراتيجيا للمغرب وشريكا تجاريا رئيسيا، إلى لعب دور وساطة لتفادي التصعيد، مذكرا بأن المملكة وقّعت على اتفاقيات “أبراهام” وتربطها علاقات متقدمة مع واشنطن، ما يمنحها قدرة أكبر على الانخراط في مقاربات دبلوماسية لخفض التوتر.
ويخلص التحليل إلى أن استراتيجية المغرب المائية لمواجهة الجفاف، رغم ضرورتها الداخلية، ينبغي أن تراعي الانعكاسات الإقليمية لتفادي خلق بؤر توتر جديدة في منطقة تعاني أصلاً من اختلالات جيوسياسية حادة.