الصحافة _ الرباط
كشفت مجلة “جون أفريك” الفرنسية، تفاصيل جديدة عن مقتل الداه البندير أحد القادة العسكرين لجبهة البوليساريو الانفصالية، على يد القوات المسلحة الملكية .
وأوردت المجلة الفرنسي، أن الداه البندير قتل في عملية استعملت فيها القوات المسلحة الملكية طائرة إف 16.
وكانت تقارير إعلامية تحدثت عن استخدام المغرب لطائرة بدون طيار “درون” في العملية العسكرية، في الوقت الذي لا زالت المملكة تلتزم الصمت.
ورصدت القوات المسلحة الملكية تحركات مشبوهة للقائد العسكري الانفصالي البندير رفقة مجموعة من العناصر، على متن سيارات رباعية الدفع ومدرعات خفيفة، من خلال طائرة مراقبة من طراز Harfang بدون طيار قرب الجدار الرملي العازل، قبل أن تستهدفهم غارة جوية، نفذت بطائرة F16، ليتم تدمير الهدف بالكامل.
وتعتبر عملية قتل البندير في غارة عسكرية، العملية الأهم التي تستهدف كادرا كبيرا في جبهة البوليساريو، طوال 30 سنة الماضية.
وتعليقا على الموضوع، نقلت جون أفريك، عن مسؤول “مغربي رفيع” -لم تسمه- قوله: “لسنا في حالة حرب، لكن هناك خطوط حمراء يجب عدم تجاوزها. هذه العملية تحذير: أي تدخل عدائي سوف يستدعي استجابة فورية منا”.
وكانت “الوكالة”، الناطقة باسم الجبهة الانفصالية، قد نقلت الأربعاء الماضي بيانا، جاء فيه: “استشهد قائد سلاح الدرك الوطني الشهيد الداه البندير، بميدان الشرف، حيث كان في مهمة عسكرية في منطقة روس إيرني بالتفاريتي”، ولم يوضح البيان ملابسات مقتل البندير، قبل أن تحذف الجبهة الانفصالية البيان من موقعها مساء الأربعاء، من دون أي تفسير.
وفي السياق ذاته، أكدت وكالة الأنباء الفرنسية مقتل البندير، وقالت إن “الداه البندير كان قد شارك لتوه في هجوم في منطقة بير حلو ضد الجدار”، ناقلة عن مسؤول في الجبهة الانفصالية قوله، إنه “بعد ساعات قليلة، وعلى بعد نحو مائة كيلومتر من موقع الهجوم على المغربيين، قتلت طائرة مسيرة قائد الدرك، في منطقة تيفاريتي”.
المغرب لم يعلن رسميا عن تنفيذ أي تدخل؛ إلا أن منتدى “فار-ماروك”، وهو صفحة غير رسمية للقوات المسلحة المغربية على موقع “فايسبوك”، قال إنه “بعد عملية استخباراتية، وعسكرية دقيقة، قامت القوات المسلحة الملكية برصد، وتتبع تحركات مشبوهة داخل المناطق العازلة لقياديين من البوليساريو، من بينهم زعيم التنظيم الإرهابي، ومجموعة من كبار معاونيه”.
وأضافت الصفحة، التي غالبا ما تتسم معلوماتها بالدقة، إنه تم “استهداف التحرك؛ ما أسفر عن مقتل عدة عناصر قيادية، من ضمنهم قائد ما يسمى بالدرك في التنظيم الإرهابي، ونجاة المدعو إبراهيم غالي”، الأمين العام لجبهة البوليساريو الانفصالية.
يذكر أنه، منذ تنفيذ الجيش لعملية تحرير معبر الكركرات، أعلن المغرب أنه لن يتسامح مع أي تحرك على طول الجدار الرملي، وأكد أن تعليمات صارمة أعطيت لوحدات الجيش، للرد بقوة على أي استفزاز يتعرض له المغرب.
والتطورات الأخيرة، تأتي بعد يومين من حديث وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن عرقلة، قال إن بعثة “المينورسو” في الصحراء تتعرض لها، أثناء مراقبتها لوقف إطلاق النار.