الصحافة _ سعيد بلخريبشيا
كشف أندري كراج، رئيس لجنة التحقيق الوطني الهولندية، أن السلطات الأمنية نجحت في تحطيم إمبراطورية رضوان تاغي المغربي الأصل هولاندي الجنسية، زعيم مافيا “ملائكة الموت”، والذي تم ترحيله يوم 17 دجنبر 2019، من الإمارات إلى هولاندا تحت حراسة أمنية مشددة.
ونجحت الاستخبارات المغربية في كسب نقاط جديدة تبوئها مكانة مرموقة في منظومة التعاون الدولي الأمني، حيث تمكنت من توفير معلومات مهمة للسلطات الأمنية الهولندية ساعدتها على اعتقال عدد مهم من عناصر المافيا التي تنشط في العديد من المدن الهولندية ضمنهم شقيقة زعيم التنظيم المافيوزي.
وأوردت يومية “الصباح” ضمن عددها ليوم الجمعة 19 دجنبر2019، أن عصابة ملائكة الموت، أربكت المصالح الأمنية الهولندية، بعد سلسلة من الاغتيالات قام بها عناصرها ذهب ضحيتها أزيد من 46 ضحية، كما نقلت المافيا تصفية حساباتها إلى المغرب ، من خلال جريمة مقهى لاكريم بمراكش، والتي بسببها دخلت الأجهزة الأمنية المغربية على الخط حيت نجحت في اعتقال مالك المقهى ومنفذي الجريمة ومتهمين أخرين في وقت قياسي.
وحسب نفس اليومية، فإن الأمن المغربي تمكن من إسقاط (عزرائيل ) هولندا، وكشف مكان وجوده وكشف امتدادات العصابة الإجرامية، من خلال التنسيق المحكم مع المحققين الهولنديين مباشرة بعد حل السلطات المغربية لغز جريمة مقهى لاكريم، واعتقال منفذين المباشرين وهما هولانديا الجنسية والوصول إلى عقلها المدبر.
وكانت السلطات الأمنية الهولندية – تقول يومية “الصباح” تشك في وجود زعيم المافيا بالمغرب، وتخفيه بأسماء مستعارة، وإشرافه المباشر على عملية الاغتيال التي كانت تستهدف صاحب المقهى، إلا أن الاستخبارات المغربية أكدت عدم وجود المتهم فوق التراب المغربي ، ووفرت للأمن الهولندي معلومات عن تحركاته، إلى أن ساعدت في تحديد مكان وجوده بالإمارات وتحديدا في دبي منذ يوليوز 2019.
فهل تحرك الأنتربول مذكرة بحث دولية لتوقيف إلياس العماري الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة ورئيس المستقيل من رئاسة مجلس جهة طنجة تطوان الحسمية؟.. كيف ذلك؟..
فقد سبق لتقارير إعلامية ان كشفت عن كون مصطفى الفشتالي صاحب مقهى لاكريم بمراكش، التي شهدت أطوار جريمة دموية راح ضحيتها طبيب شاب وإصابة آخرين بجروح، هو من اشترى نصيب إلياس العماري من فندق مشهور (..) بمدينة طنجة، مقابل مبلغ 16 مليار سنتيم ليصبح شريكا لشخص آخر يدعى العروسي، قبل أن يتم حجزه من طرف السلطات.
وكات أحد المؤثرين بموقع التواصل الإجتماعي فايسبوك قد نشر إبان واقعة “لاكريم”، “هل تعلمون من اشترى نصيب إلياس العماري من فندق Hotel Cesar؟…إنه الفشتالي صاحب مقهى لاكريم وكابوشينو.. حصلت الصفقة قبل حادث مراكش الدموي.. نعم اشترى الفشتالي نصيب “اعمار” بسعر 16 مليار سنتيم ليصبح شريكا للعروسي.. ويتم حجز نصيب صاحب لاكريم قبل يومين”.
وتساءل ذات الشخص، “ألم أقل لكم يوما أن صاحب لاكريم شارك بأموال خيالية في الحملة الانتخابية لحزب البام بمراكش وطنجة؟”
وطرح عدد من العارفين بدهاليز صراعات مافيات المخدرات العابرة للدول والتي تنشط أيضا ما بين المغرب وأوروبا وأيضا مع دول الخليج العربي، تساؤلات حقيقية وعميقة عن خلفيات جريمة “لاكريم” وأهدافها وعن نوعيتها وأداوتها وعن سياقها الوطني.
ومن بين أهم الأسئلة التي تطرح بإلحاح هي علاقة المحرض الرئيسي للعملية رضوان التاغي بعدد من كبار السياسيين المغاربة من بينهم إلياس العماري الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة والرئيس السابق لجهة طنجة تطوان الحسيمة، الذي له هو أيضا علاقات قوية في الدومنيكان منشأ منفذي الجريمة.
إذ كشفت تقارير إعلامية نُشرت عقب واقعة “لاكريم” الوجه الآخر للقصة، وهي العمليات النوعية التي قامت بها المصالح الأمنية المغربية قبيل جريمة مراكش، في إحباط عمليات تهريب مخدرات قدرت بالملايير والتي يعتقد أن جزءا منها يعود للمحرض الرئيسي للجريمة.
أيضا يطرح سؤال عدم تنفيذ الجريمة في طنجة حيث يوجد المستهدف “المصطفى موس”، وتنفيذها في مراكش المدينة التي تعج بالسياح الأجانب قبيل رأس السنة، ليليه سؤال من له المصلحة في إبعاد الفعل الجرمي عن طنجة، وإعطاء إشارة تنفيذه في مراكش في ظرف سياسي مليء بالتجاذبات أهمها المعيقات الموضوعة أمام إلياس العماري في العمل السياسي ككل، ليصبح تنفيذ العملية بمثابة فعل له رسائل كثيرة للجميع لما في ذلك للأمن ولصناع القرار الأمني والسياسي.
أسئلة كثيرة أخرى تطرح بقوة من بينها علاقة إلياس العماري بالمافيا الروسية، وأسئلة حول السبب الحقيقي لكرهه للأتراك ولرجب أردوغان.
وبات من المعلوم ان تقارير استخباراتية دولية أفادت بأن المخابرات التركية تقطع الطريق في منطقة الأناضول وشمال العراق على ممتهني تهريب المخدرات، ولعل الأسابيع المقبلة قد تأتي بإجابات أكثر دقة في الموضوع، بالإضافة إلى معطيات حول عمليات تبييض الأموال عن طريق الصين والإمارات يتورط فيها عدد من الأثرياء المغاربة.
ويشار إلى أن محامية رضوان التاغي، هي الهولندية إيناز ويسكي، وهي محامية سعيد شعو، إبن عمة إلياس العماري، والذي كان قد غادر المغرب في جنح الظلام، وبطريقة غامضة، ويذهب البعض في تحليله للموضوع إلى القول إن المغرب سيُمارس الضغط على هولندا من أجل تسليمه “سعيد شعو”، البرلماني المغربي الفار من العدالة، مقابل السماح لأمستردام بالحصول على “رضوان تاغي”، على اعتبار أن القضاء الهولندي يرفض تسليمه للمملكة، ما تسبب في جفاء دبلوماسي بين البلدين طوال السنوات الماضية.