الصٌَحافة _ أكرم التاج
كشف جمال الدين ريان، رئيس مرصد التواصل والهجرة، أن الشاب المغربي “مروان أبوعبيدة” الذي توفي داخل زنزانته الانفرادية في مركز احتجاز الأجانب بمدينة فالنسيا شرق إسبانيا، في انتظار ترحيلهم إلى بلدانهم، تعرض لاعتداء جسدي عنيف من طرف مجموعة من الشباب من أمريكا اللاتينية مما تسبب في وفاته.
وذكر جمال الدين ريان في تصريحات صحفية: “إن ما يقع في مراكز استقبال القاصرين المغاربة بإسبانيا يظهر المعاملة السيئة التي يتعرضون لها والاستغلال البشع لهؤلاء القاصرين من طرف الجمعيات التي تتلقى الدعم المالي من إسبانيا لاستقبالهم وتربيتهم وإدماجهم بالمجتمع”، مضيفا “الوضعية الحالية السيئة جعلت من هؤلاء القاصرين منحرفين ويتعاطون المخدرات ويتعاملون مع عصابات الإجرام والسرقة”.
ودعا رئيس مرصد التواصل والهجرة، الحكومة الإسبانية إلى فتح تحقيق موسع حول ظروف الوفاة وكذلك القيام بحملة تفتيش في التقارير المالية وتقارير الأنشطة للمراكز التي تستقبل القاصرين، مضيفا “وعلى المغرب وإسبانيا أن يتخذا إجراءات صارمة لمنع هجرة القاصرين المغاربة والضرب على أيدي تجار البشر الذين يسهلون مرورهم إلى الجهة الأخرى.”
وعرب رئيس مرصد التواصل والهجرة عن أسفه “لسكوت المجتمع المدني لمغاربة إسبانيا وعدم احتجاجهم على مقتل مروان وكذلك على الوضعية السيئة في مراكز استقبال القاصرين المغاربة وهل هناك أيادي خفية مستفيدة من هذه الوضعية.”
ويُشار إلى أن الشاب المغربي المدعو مروان أبو عبيدة، تم العثور عليه ميتا داخل زنزانته يوم الاثنين 15 يوليوز الجاري، في مركز احتجاز الأجانب بمدينة فالنسيا شرق إسبانيا، تمهيدا لترحيلهم إلى بلدانهم، وكشفت إحدى المنظمات المعارضة لاحتجاز الأجانب المدعوة ” CIEs NO”، كشفت أن الشاب كان قد بعث رسالة شكوى إلى مدير المركز، يوم الأحد 14 يوليوز، حيث تسلمها هذا الأخير، كما هو مذكور في الوثيقة، في الساعة 14.00 من ظهر يوم الاثنين 15 يوليوز، أي قبل ساعة و 9 دقائق من وفاته .
وفي الرسالة، تضيف المصادر، أن مروان أكد أنه أصبح لا يرى بعينه اليسرى ويعاني من آلام في الرأس نتيجة تعرضه لاعتداء جسدي عنيف، حيث اعتبرت المنظمة أن هذا المعطى يثبت أن المسؤولين عن المركز كانوا على علم بالظروف البدنية والنفسية المحفوفة بالمخاطر التي كان يعيشها مروان، ورغم الإصابات التي تعرض لها، قاموا بوضعه في زنزانة معزولة.
وطالبت ” CIEs NO” أن يشمل التحقيق المفتوح، الشكوى التي قدمها الشاب قبل وفاته ، وكذا مراجعة تسجيلات كاميرات المركز بالكامل ، وأن تؤخذ شهادات المعتقلين الآخرين بعين الاعتبار، كما طالبت بظهور وزير الداخلية ومندوب الحكومة المحلي أمام الرأي العام، لتقديم توضيحات بخصوص ما وقع ، مع عزل مدير مركز الاعتقال.
وأشارت المصادر إلى أن الشاب المغربي قد تم توقيفه لدى وصوله إلى إسبانيا على متن أحد قوارب الهجرة السرية، مضيفة أن حيث خالته “مليكة”، التي تعيش في مدريد والتي أكدت أنها زارته في مركز زابادوريس قبل أسبوع واحد من وفاته، صرّحت أنه كان يعمل لحاما في المغرب، لكنه قرر الهجرة إلى إسبانيا لتجريب حظه ومساعدة والدته مالياً بعد الانتهاء من دراسته في التعليم الثانوي.