الصحافة _ كندا
صادقت الحكومة، الخميس، على تعيين إنصاف الشراط مديرة للمرأة بوزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، في خطوة أثارت الانتباه لكونها تعكس البعد الحزبي في تدبير المناصب العليا، خصوصاً أن الوزارة تؤول لحزب الاستقلال وتقودها الوزيرة نعيمة بن يحيى.
إنصاف الشراط ليست اسماً جديداً في الساحة الاستقلالية؛ فهي رئيسة منظمة فتيات الانبعاث وعضو في المجلس الوطني للحزب، كما سبق أن اشتغلت مستشارة بديوان وزير الصناعة والتجارة رياض مزور. ارتباطها المباشر بهياكل الحزب جعل تعيينها في هذا المنصب يُقرأ كتجسيد عملي لاختيارات سياسية في توزيع المناصب داخل القطاعات التي يشرف عليها الحزب.
البعد السياسي لا يقف عند هذا الحد، إذ إن الشراط ارتبط اسمها في السنوات الأخيرة بتيار نزار بركة داخل الحزب، في مواجهة تيار حمدي ولد الرشيد. وقد سبق أن عاشت على إيقاع إقصاء نسبي خلال فترة احتدام الصراع الداخلي، لكن عودتها اليوم عبر هذا المنصب تعتبر تعويضاً حزبياً وإعادة تثبيت لموقعها ضمن معادلة التوازنات الداخلية.
تعيين الشراط إذن لا يمكن فصله عن سياقين متداخلين: سياق حزبي يعكس رغبة قيادة الاستقلال في مكافأة الوجوه الموالية، وسياق حكومي يُبرز كيف تتحول بعض المناصب الإدارية العليا إلى امتداد للتجاذبات الحزبية، في وقت يتطلع فيه الرأي العام إلى تعيينات قائمة على الكفاءة والحياد المؤسساتي.