تعويضات الوعاظ تثير الغضب داخل البرلمان ورسائل سياسية إلى التوفيق

16 يوليو 2025
تعويضات الوعاظ تثير الغضب داخل البرلمان ورسائل سياسية إلى التوفيق

الصحافة _ كندا

رغم الارتفاع المسجل في الميزانية القطاعية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بنسبة 9 في المائة برسم سنة 2025، لا تزال وضعية الوعاظ والواعظات التابعين للمجالس العلمية المحلية تُثير الكثير من الجدل والاستياء، بسبب استمرار ما يوصف بـ”الهزالة المقلقة” للتعويضات الشهرية التي لا تتجاوز في حالات كثيرة 530 درهمًا.

الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب دخل على خط هذا الملف، موجّهًا سؤالًا كتابيًا إلى وزير الأوقاف، أحمد التوفيق، للمطالبة بكشف الخطوات المزمع اتخاذها من أجل إنصاف هذه الفئة، وملاءمة أوضاعها المهنية مع التوجيهات الملكية الرامية إلى تكريس الدولة الاجتماعية وضمان العيش الكريم.

النائبة البرلمانية ماديحة خيير وصفت، في مراسلتها، هذه الوضعية بـ”غير المقبولة”، معتبرة أن استمرارها يُهدد التوازن الاجتماعي لهذه الفئة، التي تضطلع بأدوار مركزية في تثبيت القيم الدينية والروحية، لكنها تُترك في هامش التجاهل المالي والمؤسساتي، رغم مساهمتها الواضحة في الأمن الروحي للمغاربة.

الملف يعيد إلى الواجهة نقاشًا قديمًا وجّه خلال دورة أكتوبر الماضية، حينما وُجهت انتقادات مباشرة للوزير التوفيق بشأن غياب الإنصاف في توزيع الميزانية القطاعية على مختلف فئات القيمين الدينيين، وسط تساؤلات متزايدة حول جدوى الرفع من الاعتمادات دون أن يلمس المعنيون تحسنًا ملموسًا في أوضاعهم.

وكان التوفيق قد دافع عن حصيلة وزارته في هذا المجال، مشيرًا إلى تخصيص 2.6 مليار درهم لتحسين ظروف الأئمة والمؤذنين، وصرف الشطر الثالث من الزيادة في مكافآتهم، إلى جانب إدماجهم في التغطية الصحية والتقاعد، وبرامج الدعم التي تشرف عليها مؤسسة محمد السادس. لكن المعنيين يرون أن فئة الوعاظ بقيت خارج هذا الورش، دون إدماج في أي إطار قانوني يضمن لها الحقوق الأساسية.

مصادر برلمانية ونقابية تحذر من أن استمرار هذا الإقصاء قد يؤدي إلى نفور الكفاءات العلمية من مهام الوعظ والإرشاد، ما يُقوض الجهود الوطنية لترسيخ خطاب ديني معتدل، في وقت تزداد فيه الحاجة إلى تحصين المجتمع من الغلو والانغلاق.

ويؤكد المتابعون أن مطالب هذه الفئة لا تخرج عن حدود الحق في الأجر القار، والتغطية الصحية، والتقاعد، على غرار باقي العاملين في الحقل الديني، خاصة في ظل الأعباء اليومية التي يفرضها عملهم الميداني، سواء داخل المساجد أو في مراكز التأطير والإرشاد، وما يتطلبه من تأهيل علمي وتنقلات وخدمة مستمرة للهوية الدينية الوطنية.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق