الصحافة _ كندا
أعاد تعادل المنتخب المغربي في الجولة الثانية من دور مجموعات كأس أمم إفريقيا أمام منتخب مالي إلى الواجهة سيناريو مألوف رافق مشاركات سابقة لـ“أسود الأطلس”، حيث تحولت عثرة المباراة الثانية، في أكثر من مناسبة، من مصدر قلق إلى نقطة انطلاق نحو إنجازات تاريخية قارياً ودولياً.
هذا النمط تكرر في عدة محطات كبرى، أبرزها الألعاب الأولمبية بباريس، حين بدأ المنتخب المغربي الأولمبي مشواره بفوز لافت، قبل أن يتعثر في مباراته الثانية بخسارة أربكت الحسابات وأثارت الشكوك حول قدرته على مواصلة المنافسة. غير أن تلك العثرة سرعان ما جرى تجاوزها، إذ استعاد المنتخب توازنه في الجولة الثالثة، ثم واصل مساره بثبات في الأدوار الإقصائية، لينهي مشاركته بتتويج تاريخي بالميدالية البرونزية.
السيناريو ذاته عاشه المنتخب في بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، بعدما افتتح المنافسة بانتصار، ثم تعثر في الجولة الثانية، ما أثار مخاوف مؤقتة بشأن الأداء الهجومي. لكن الفريق عاد بقوة في المباريات الموالية، وفرض شخصيته في الأدوار الحاسمة، قبل أن يتوج باللقب القاري، مؤكداً أن التعثر المبكر لا يعني بالضرورة نهاية الطموح.
وفي كأس العرب، تكرر المشهد مرة أخرى، حيث حقق المنتخب بداية قوية، قبل أن يكتفي بالتعادل في الجولة الثانية أمام خصم منظم دفاعياً. ذلك التعادل لم يوقف المسار التصاعدي للفريق، الذي نجح في تصحيح مساره لاحقاً، وفرض سيطرته في المراحل المتقدمة، وصولاً إلى منصة التتويج.
غير أن هذا المعطى الإيجابي لا يخلو من استثناءات، إذ شهدت إحدى النسخ السابقة لكأس أمم إفريقيا تعثراً في الجولة الثانية لم يُستثمر بالشكل المطلوب، حيث دخل المنتخب الأدوار الإقصائية تحت ضغط كبير، قبل أن تنتهي المغامرة مبكراً في ثمن النهائي، رغم التطلعات المرتفعة التي سبقت البطولة.
وبين هذه التجارب المتباينة، تظل المباراة الثانية محطة مفصلية في مسار المنتخب المغربي داخل البطولات الكبرى، إما بوابة لمراجعة الذات ورفع مستوى التركيز، أو منعطفاً صعباً يفرض تحديات إضافية. ومع تعادل الجولة الثانية في النسخة الحالية، يبقى الرهان قائماً على قدرة “أسود الأطلس” على تحويل العثرة الظرفية إلى حافز جديد لمواصلة الطريق بثبات نحو الأدوار المتقدمة.














