الصحافة _ كندا
تشهد قضية الصحراء المغربية تطورات لافتة، مع تزايد الدعوات داخل الأوساط السياسية والإعلامية الأمريكية والأوروبية لتصنيف جبهة “البوليساريو” كتنظيم إرهابي، على خلفية تورطها في أنشطة تهدد الأمن الإقليمي والدولي، وارتباطاتها الوثيقة مع شبكات التهريب والتطرف في منطقة الساحل.
ووفق ما أوردته صحيفة “The Daily Signal” في تقرير حديث، فإن الجبهة الانفصالية، التي تحظى بدعم مباشر من الجزائر، باتت تشكل تهديدًا حقيقياً لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها، بسبب ضلوعها في عمليات مسلحة واستعمالها لطائرات مسيّرة إيرانية، إلى جانب علاقاتها المتشابكة مع جماعات إرهابية تنشط في شمال وغرب إفريقيا.
التقرير الأمريكي أعاد إلى الواجهة حادثة تعود إلى عام 1988، حين استهدفت “البوليساريو” طائرتين لوكالة التنمية الدولية الأمريكية، ما أدى إلى مقتل خمسة مواطنين أمريكيين، دون أن تُواجه بأي رد فعل حازم من واشنطن. واعتبر معدو التقرير أن هذا التساهل ساهم في تمادي الجبهة في أنشطتها المعادية، وسط صمت دولي مثير للتساؤلات.
وفي ظل تنامي تهديدات الجبهة، أوصى التقرير الإدارة الأمريكية باستخدام الصلاحيات المخولة لها بموجب الأمر التنفيذي 13224، لتصنيف “البوليساريو” ككيان إرهابي، وهو ما سيسمح بفرض عقوبات مالية وتجفيف منابع تمويلها، قبل أن يتعاظم خطرها بشكل يصعب احتواؤه.
التقرير سلط الضوء أيضًا على التحالفات الخطيرة التي نسجتها “البوليساريو”، من ضمنها تنسيقها مع تنظيمات متطرفة تنشط في مالي والنيجر، واستفادتها من شبكات التهريب التي تشمل المخدرات والأسلحة والبشر. كما أشار إلى تعاون متزايد بين الجبهة ومحور إيران – حزب الله، مع دعم روسي لوجيستي وإعلامي يتجلى في تمويل لقاءات وفعاليات موجهة ضد وحدة المغرب الترابية.
واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن المخيمات الواقعة في تندوف الجزائرية تحولت إلى “منطقة خارج القانون”، تحتضن قيادات الجبهة ووحداتها المسلحة، وتُستغل كمراكز لتخزين الأسلحة وتهريبها، بعيدًا عن أي رقابة دولية حقيقية.
أما من حيث القدرات البشرية، فقدّر التقرير عدد المقاتلين النشطين في صفوف الجبهة بنحو 8,000 عنصر، مع قابلية للتعبئة تصل إلى 40,000، ما يجعلها خزانًا بشريًا قابلاً للاستغلال من طرف التنظيمات الإرهابية في المنطقة.
ولم يفت التقرير الإشارة إلى خطورة الخطاب المتصاعد الذي باتت تتبناه “البوليساريو”، مستشهدًا ببيانات وتهديدات صريحة أطلقتها الجبهة في السنوات الأخيرة ضد الشركات والسياح الأجانب، ما يُترجم، حسب التقرير، انزلاقًا واضحًا نحو نهج إرهابي يهدد الأمن والاستقرار الإقليميين.
وفي خاتمته، وجّه التقرير تحذيرًا واضحًا للإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي من مغبة تجاهل هذا الخطر المتنامي، مؤكدًا أن كل تأخير في اتخاذ موقف صارم تجاه الجبهة قد تكون له عواقب وخيمة تتجاوز حدود المنطقة.