الصحافة _ الرباط
في إنجاز استثنائي يُجسد الطموح المغربي في تعزيز بنيته التحتية، أتم المغرب بناء الطريق السريع “تزنيت-الداخلة”، الذي يمتد على مسافة 1,055 كيلومتراً ويربط شمال المملكة بجنوبها. هذا المشروع الحيوي، الذي استغرق عقداً كاملاً من العمل بتكلفة تقارب مليار دولار، يُعبر عن رؤية ملكية تهدف إلى تطوير المناطق الجنوبية وتعزيز ارتباطها بباقي أنحاء البلاد.
هذا الطريق يشكل تحولاً نوعياً في مشهد البنية التحتية الوطنية، حيث يسهم في تسهيل التنقل بين الشمال والجنوب ويفتح آفاقاً جديدة للتجارة والاستثمار.
ومن المتوقع أن يكون له أثر كبير في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الأقاليم الجنوبية، التي تعمل المملكة على تحويلها إلى مراكز حضرية حديثة، تعكس نهجاً تنموياً مستداماً.
إلى جانب البعد التنموي، يحمل هذا المشروع أبعاداً سياسية وجيوستراتيجية واضحة، إذ يعزز موقع المغرب على الساحة الدولية في إطار دعمه لمخطط الحكم الذاتي، ويُعد دليلاً ملموساً على التزام المملكة بتنمية أقاليمها الجنوبية وتحويلها إلى نماذج تنموية ناجحة.
كما يتماشى المشروع مع الاهتمام الذي توليه المملكة للطاقة المتجددة، حيث باتت المناطق الجنوبية تحتضن مشاريع كبرى للطاقة الشمسية والريحية، مما يعزز من مكانة المغرب كشريك استراتيجي للقوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا. هذه المشاريع تؤكد التزام المغرب ببناء اقتصاد مستدام وجعل الطاقة الخضراء محوراً رئيسياً في مسيرته التنموية.
هذا الإنجاز يُبرز الرؤية الملكية الطموحة التي تسعى إلى ترسيخ مكانة المغرب كقوة إقليمية صاعدة وشريك دولي موثوق، على الرغم من غياب الموارد الطبيعية التقليدية كالنفط والغاز. بفضل سياساته الاستراتيجية ومشاريعه الطموحة، يُظهر المغرب قدرة استثنائية على تحقيق تنمية شاملة ومستدامة.
يمثل الطريق السريع “تزنيت-الداخلة” نموذجاً فريداً للتنمية التي تجمع بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ليؤكد مرة أخرى قدرة المملكة على تحقيق إنجازات مميزة تُضيف قيمة لقارتها والعالم أجمع.
