ترامب يلوّح بإنهاء مهمة المينورسو والصحراء المغربية تدخل مرحلة الحسم الأمريكي

23 مارس 2025
ترامب يلوّح بإنهاء مهمة المينورسو والصحراء المغربية تدخل مرحلة الحسم الأمريكي

الصحافة _ كندا

في تحول لافت يُنذر بتغيير جذري في مسار نزاع الصحراء المغربية، عاد ملف بعثة المينورسو إلى واجهة الأحداث الدولية، بعد دعوات متصاعدة من مراكز القرار الأمريكي، وعلى رأسها معهد “أمريكان إنتربرايز”، لإيقاف تمويل البعثة الأممية التي توصف بـ”الفاشلة” في تحقيق أهدافها منذ تأسيسها قبل أكثر من ثلاثة عقود.

الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب، التي تعود اليوم للساحة السياسية بنَفَس أكثر تشددًا، تضع بعثات حفظ السلام تحت المجهر، وفي مقدمتها بعثة الصحراء، التي يرى صقور واشنطن أنها صارت عبئًا ماليا يطيل أمد نزاع إقليمي، بدل أن يُساهم في حله.

في هذا السياق، كتب مايكل روبين، أحد الأصوات المؤثرة داخل معهد “أمريكان إنتربرايز”، أن “بعثة المينورسو لم تُنجز حتى تعدادًا للسكان منذ إحداثها”، وأنها تمثل نموذجًا للفشل الأممي في التدخلات الدولية، ما يجعلها – في نظره – هدفًا مشروعًا لإعادة النظر في التمويل الأمريكي، خاصة في ظل الاعتراف الرسمي بمغربية الصحراء، والذي يُناقض – من وجهة نظره – استمرار ضخ الأموال في مهمة لم تُعد تخدم مصالح الولايات المتحدة الاستراتيجية.

المثير أن هذه التحولات تتزامن مع اقتراب جلسة مغلقة حاسمة لمجلس الأمن حول الصحراء، قد تحمل أولى ملامح السياسة الأمريكية الجديدة تجاه الملف، في ظل صراع صامت بين محورين: المغرب كحليف استراتيجي تقليدي لواشنطن، والجزائر التي تحاول، بكل ما أوتيت من أوراق اقتصادية وجيوسياسية، أن تُحدث اختراقًا في هذا التوازن.

لكن الواقع، كما يرصده عدد من الخبراء المغاربة، لا يمنح الجزائر أفضلية حقيقية. فبينما تُغري واشنطن بمعادنها واحتياطاتها الطاقية، تُبقي الجزائر على ولائها العسكري لروسيا، مستمرة في شراء طائرات “سوخوي” وأنظمة دفاعية متقدمة من موسكو. وهذا ما اعتبره أستاذ العلاقات الدولية خالد شيات “معضلة استراتيجية” تُضعف مناورات الجزائر في كسب ودّ الأمريكيين.

شيات حذّر، في المقابل، من أن سحب بعثة المينورسو بدون بديل سياسي واضح، قد يفتح الباب أمام توترات ميدانية بين المغرب والجزائر، لا سيما في ظل التقارير التي تربط بين جبهة البوليساريو وبعض الشبكات المسلحة المدعومة من إيران، عبر الأراضي الجزائرية.

ومن جهته، يرى الباحث بوسلهام عيسات أن إنهاء مهام بعثات أممية فاشلة أصبح خيارًا أمريكيًا مطروحًا بجدية، مشيرًا إلى أن الإدارة الحالية، التي تُدرك عمق التحالف المغربي الأمريكي، قد تدفع بهذا التوجه داخل مجلس الأمن لتقليص الفوضى المالية الدولية، ودعم الحل الواقعي الوحيد: السيادة المغربية على الصحراء.

ويُتوقع أن يلعب السفير الأمريكي الجديد في الرباط، المعروف بقربه من دوائر القرار الجمهوري، دورًا محوريًا في المرحلة القادمة، حيث سيتولى الدفع بمشاريع كبرى في الأقاليم الجنوبية، على رأسها التعاون في الصناعات البحرية، والاستثمار في الممر الأطلسي، وهو ما يجعل الصحراء المغربية أكثر من مجرد ملف سياسي، بل بوابة لمعادلات جيواستراتيجية جديدة في شمال إفريقيا.

في المقابل، تسارع الجزائر الزمن، وتُعيد رسم تحالفاتها في محاولة يائسة لتغيير المعادلة. لكنها تبدو كمن يحاول اللحاق بقطار تحرك منذ زمن، فيما المغرب يرسخ مكانته كحليف أول لواشنطن بالمنطقة، ليس بالشعارات، بل بالمشاريع، والاستقرار، والموقع.

المرحلة القادمة حاسمة… والمينورسو، كما يعرفها العالم، قد تكون في طريقها إلى الغروب.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق