الصحافة _ كندا
في خطوة مفاجئة وصادمة، أعلن الملياردير إيلون ماسك، المكلّف من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخفض الإنفاق الحكومي، عن العمل على إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، أكبر جهة مانحة منفردة في العالم. هذا القرار، المدعوم من ترامب، يأتي وسط اتهامات بسوء الإدارة وتمويل مشاريع مثيرة للجدل، ما أدى إلى تعليق حسابات الوكالة على منصة “إكس” وتعطيل موقعها الإلكتروني.
القرار يطرح تساؤلات حارقة حول مستقبل البرامج التنموية التي كانت تعتمد على تمويل USAID، لا سيما في دول مثل المغرب، حيث كانت الوكالة شريكًا استراتيجيًا في دعم قطاعات حيوية، مثل التعليم، الطاقات المتجددة، دعم المقاولات، والتنمية المجتمعية.
الخبير الاقتصادي علي الغنبوري حذّر من أن إغلاق USAID يشكّل ضربة قوية للمشاريع التنموية في المغرب، خاصة وأن الوكالة قدمت دعمًا ماليًا تجاوز 70 عامًا في مجالات حيوية. الغنبوري أوضح أن الوكالة لعبت دورًا محوريًا في تمويل مشاريع ضخمة، من بينها اتفاقية استراتيجية بقيمة 40 مليون دولار مع المكتب الشريف للفوسفاط لدعم القطاع الفلاحي بإفريقيا، إضافة إلى 126 مليون دولار لمساعدة ضحايا زلزال الحوز، و4 ملايين دولار لدعم 180 تعاونية محلية، ناهيك عن شراكات مع جمعيات ومؤسسات مغربية بقيمة 10 ملايين دولار.
مع هذا الإغلاق، تواجه العديد من المشاريع التنموية في المغرب مستقبلًا غامضًا، خاصة تلك التي كانت تعتمد على التمويل الأمريكي. الغنبوري شدد على ضرورة تحرك الفاعلين المحليين لإيجاد بدائل تمويلية سريعة، سواء عبر شراكات جديدة مع مؤسسات دولية، أو تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لضمان استمرار المشاريع التي تم بناؤها على مدى عقود.
إغلاق USAID لم يكن مفاجئًا تمامًا، إذ أنه منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير 2025، بدأ ترامب في إعادة هيكلة الوكالة ووضعها تحت الإشراف المباشر لوزارة الخارجية، متهماً إياها بسوء إدارة الميزانية وتنفيذ مشاريع لا تخدم المصالح الأمريكية. تقرير صادر عن خدمة أبحاث الكونغرس أوائل عام 2025 كشف أن الوكالة أشرفت في 2023 على ميزانية فاقت 43 مليار دولار، ما يمثل أكثر من ثلث التمويل المخصص لوزارة الخارجية والبرامج الخارجية الأمريكية، وهو ما اعتبره ترامب إنفاقًا غير مبرر يستوجب التوقف الفوري.
