تأجيل ملتقى التصوف يكشف عمق أزمة الخلافة داخل الزاوية البودشيشية

28 أغسطس 2025
تأجيل ملتقى التصوف يكشف عمق أزمة الخلافة داخل الزاوية البودشيشية

الصحافة _ كندا

في خطوة لم تفاجئ المتتبعين، أعلنت مؤسسة الملتقى المشرفة على تنظيم الملتقى العالمي للتصوف عن تأجيل دورة هذه السنة، التي كانت مبرمجة ما بين فاتح وسادس شتنبر 2025 ببركان، مبررة القرار بوفاة الشيخ جمال القادري بودشيش و”إكراهات تنظيمية طارئة” حالت دون الإعداد الأمثل.
وشمل التأجيل أيضاً الدورة الثالثة عشرة للقرية التضامنية، في انتظار تحديد موعد جديد يراعي المستجدات.

لكن خلف هذا القرار التنظيمي، يطفو إلى السطح صراع داخلي غير مسبوق يهز الزاوية القادرية البودشيشية. فوصية الشيخ الراحل جمال القادري أسندت المشيخة إلى ابنه منير، غير أن الأخير أعلن بشكل غامض تنازله لصالح شقيقه معاذ، تحت ضغط مجموعة من المريدين، قبل أن يتم تثبيت ذلك في بلاغ أصدره شرفاء الطريقة.

الأزمة تعمقت أكثر بعد تسريب رسالة موجهة إلى الملك محمد السادس، بصفته أمير المؤمنين، وقّعتها زوجة وأبناء وبنات الشيخ الراحل، باستثناء معاذ وجمال، تطالب بتزكية منير شيخاً للطريقة. خطوة اعتُبرت سابقة في تاريخ الزاوية، وألقت بظلال كثيفة من الغموض على مستقبل المشيخة، بما ينذر بمرحلة دقيقة في مسار واحدة من أبرز الزوايا الصوفية بالمغرب.

تأجيل الملتقى إذن لم يكن مجرد إجراء تنظيمي، بل مؤشر على اهتزاز التوازن الداخلي للزاوية، وتحوّل الخلاف حول القيادة إلى ملف يطرح أسئلة عميقة حول تماسك البيت البودشيشي وقدرته على الحفاظ على صورته كمرجعية روحية مؤثرة في المشهد الديني المغربي.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق