الصحافة _ كندا
أعادت إعادة انتخاب عبد الإله بنكيران، للمرة الرابعة، على رأس حزب العدالة والتنمية، النقاش حول مسألة تجديد النخب داخل الأحزاب السياسية المغربية. هذا النقاش انتقل بدوره إلى بيت الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حيث يتجه إدريس لشكر نحو الظفر بولاية رابعة ككاتب أول، في خطوة تُثير تساؤلات حول حدود الديمقراطية الداخلية وإمكانية تجديد الأفكار والوجوه في الأحزاب الكبرى.
قدوم لشكر إلى قيادة الحزب شكّل بداية لمرحلة جديدة في مساره، حيث تمكن من إحكام السيطرة على أجهزة التنظيم محلياً ومركزياً، ما جعل الفصل بين الحزب وشخص الكاتب الأول أمراً صعباً. هذا الوضع يطرح إشكالية عميقة: فالحزب، في جوهره، فكرة سياسية يفترض أن تتجدد باستمرار، غير أن غياب بدائل فكرية وتنظيمية واضحة جعل كل شيء مرتبطاً بالهياكل الحالية لا بالأرضيات الفكرية كما كان الحال في مراحل سابقة من تاريخ الاتحاد، حين كانت التيارات الداخلية تُقدم أوراقاً متنافسة وتفتح نقاشاً سياسياً حقيقياً.
ومع اقتراب المؤتمر الوطني المزمع عقده في أكتوبر المقبل، تبدو اللحظة أقل زخماً مما كانت عليه في عقود سابقة. فقد تحوّل المؤتمر، الذي كان يمثل في الماضي موعداً سياسياً مركزياً يتابعه الرأي العام، إلى حدث روتيني لا يختلف عن باقي المحطات الحزبية، حتى لدى الأحزاب التي كان الاتحاديون يصنفونها بـ”الإدارية”.
إن استمرار نفس القيادة لولايات متتالية، دون أن يكون ذلك مصحوباً برؤية سياسية متجددة، يعطي صورة سلبية عن الممارسة الديمقراطية الداخلية، ويُضعف التميز التاريخي الذي طبع نشأة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كحزب مثّل، في زمن مضى، مدرسة للنقاش السياسي والفكري.