الصحافة _ كندا
في خضم تداول واسع لخبر اكتشاف ضخم في ورزازات بقيمة 60 مليار دولار، خرج الخبير في السياسات السياحية، الزبير بوحوث، ليُطلق تحذيراً قوياً من الانسياق وراء ما وصفه بـ”الفرحة غير المؤطرة” بهذا الإعلان، داعياً إلى التريث والتحقق من مصداقية المعطيات التي نشرتها شركة “Catalyst Mines Inc”.
وفي تصريح خصّ به موقع “سفيركم”، شبّه بوحوث الحماسة التي رافقت خبر اكتشاف الثروة المعدنية المزعومة، بما حصل في قضية “كذبة تالسينت” التي هزّت المغرب قبل عقدين، وما جرّته من تبعات اقتصادية وسياسية باهظة الثمن، داعياً الجهات الرسمية وعلى رأسها وزارة الانتقال الطاقي والمكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن إلى الخروج عن صمتها وتوضيح الحقيقة للرأي العام.
وأوضح بوحوث أن القيمة المعلنة للاكتشاف—60 مليار دولار—تُعد ضخمة إلى حدّ يصعب استيعابه، مشيرًا إلى أن الرقم يُوازي ستة أضعاف تكلفة مشروع القطار فائق السرعة الذي دشنه الملك محمد السادس بين مراكش والقنيطرة، مضيفًا: “نحن أمام رقم خيالي، يجب تحليله قبل تبنيه إعلاميًا وشعبيًا”.
ولفت الخبير الانتباه إلى توقيت تسريب الخبر، قائلاً إنه يتزامن مع طفرة تنموية تعيشها المملكة على مستوى البنيات التحتية والمشاريع الكبرى، ما يجعل المغاربة أكثر قابلية لتصديق مثل هذه الأخبار دون تمحيص.
كما كشف بوحوث، بعد بحث بسيط أجراه حول الشركة المعلنة، عن شكوك إضافية تحيط بوجودها ونشاطها في المغرب، مؤكدًا أنه لم يجد أي سجل استثماري فعلي لها باستثناء مشروع واحد في الكونغو يواجه تحديات إنسانية خطيرة من بينها تشغيل الأطفال وظروف العمل غير الآمنة، حسب تقارير دولية.
ولم يُخفِ بوحوث استغرابه من إدراج خريطة غير مكتملة للمغرب في تقرير الشركة، متسائلاً: “إذا كانت الشركة تنوي العمل بالمغرب وتحترم سيادته، فمن باب أولى أن تعترف بوحدته الترابية”.
وختم الخبير حديثه بمطالبة الجهات المعنية بالإفصاح عن الموقف الرسمي من هذا الاكتشاف، قائلاً: “نتمنى أن يكون الخبر صحيحاً ويفرح المغاربة، لكن الصمت قد يُفهم كرفض لمنح المصداقية لخبر غير مؤكد”.