الصحافة _ كندا
في ظل استمرار حملة التلقيح الاستدراكية ضد مرض “بوحمرون”، تعذّر على حزب الاتحاد الاشتراكي الحصول على أي معطيات رسمية حول عدد الأطفال غير المتمدرسين المهددين بالعدوى، سواء الرضع الذين لم يلتحقوا بعد بالمؤسسات التعليمية، أو أولئك الذين انقطعوا عن الدراسة، ما يكشف ثغرة خطيرة في عملية تتبع الفئات المستهدفة بالتطعيم، وسط تصاعد المخاوف من استمرار انتشار الفيروس.
ورغم تصريحات وزارة الصحة حول تقدم حملة مراجعة الدفاتر الصحية، التي بلغت 96.19%، وتأكيدها على تلقيح 52% من الفئات التي تأكد عدم حصولها على جرعات اللقاح، إلا أن غياب أرقام دقيقة حول الأطفال غير المتمدرسين يزيد الغموض حول فعالية هذه العملية. الدكتورة ياسمينة الأبيض، المسؤولة في البرنامج الوطني للتمنيع، أكدت أن المراكز الصحية تقوم بتحديث سجلاتها بشكل مستمر، إلا أنها لم تتمكن من تقديم أي رقم دقيق حول هذه الفئة الأكثر عرضة للخطر.
من جهته، حاول الدكتور محمد علوي اسماعيلي، المختص في علم الأوبئة، طمأنة الرأي العام، مشيرًا إلى أن الوضعية الوبائية تحت السيطرة، وأن المغرب سجل تراجعًا بنسبة 13% في الإصابات خلال الأسبوع الأخير. ورغم إشادته بتضافر جهود مختلف القطاعات الصحية والتعليمية والأمنية في التصدي للوباء، إلا أنه بدوره لم يقدم أي معطيات دقيقة حول الأطفال غير المتمدرسين، محيلًا الأمر على مديرية السكان، التي لم تعلن حتى الآن عن أي أرقام رسمية.
أما وزارة الصحة، فقد استمرت في إصدار البلاغات التي تتحدث عن تراجع عدد الإصابات الجديدة، لكنها شددت في المقابل على ضرورة الحفاظ على مستوى عالٍ من اليقظة الصحية، خاصة في ظل تفاوت نسب التلقيح بين الأقاليم. فهل يعني غياب الأرقام أن هناك فجوة في استراتيجية تتبع المستهدفين بالتلقيح؟ أم أن الأطفال غير المتمدرسين باتوا خارج حسابات الوزارة في معركتها ضد “بوحمرون”؟