الصحافة _ كندا
وجّه النائب البرلماني عبد الله بوانو سؤالًا شفويًا إلى رئيس الحكومة عزيز أخنوش حول السياسة العامة للحكومة في مجال الطاقة، متسائلًا عن حصيلة تنفيذ التوجيهات الملكية المرتبطة بتأمين السيادة الطاقية وبناء مخزون استراتيجي يعزز الأمن الوطني في ظل التحديات المتصاعدة.
وذكّر بوانو، في سؤاله، بمضامين الخطاب الملكي الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس نصره الله خلال افتتاح السنة التشريعية الأولى من الولاية الحالية، والذي دعا فيه إلى إحداث منظومة وطنية متكاملة تخص المخزون الاستراتيجي للمواد الأساسية، وفي مقدمتها المواد الطاقية، إلى جانب الغذائية والصحية. وهي الدعوة التي اعتُبرت في حينه بمثابة خريطة طريق لتعزيز الأمن الاستراتيجي للمملكة في مواجهة الصدمات الخارجية.
ورغم تبنّي المغرب، منذ سنوات، استراتيجية وطنية للنجاعة الطاقية في أفق 2030، إلا أن بوانو يرى أن تنفيذ هذه الاستراتيجية لا يزال يواجه اختلالات وإكراهات متعددة، أبرزها استمرار اعتماد البلاد بشكل شبه كلي على استيراد المواد الطاقية، في غياب موارد وطنية كافية من النفط أو الغاز أو الفحم، وهو ما يكرّس – حسب قوله – حالة تبعية خارجية تهدد كل طموح نحو تحقيق السيادة الطاقية.
وسجّل البرلماني عن حزب العدالة والتنمية أن فاتورة الطاقة ما تزال مرتفعة رغم التحولات التي شهدها المغرب، خاصة على مستوى الانتقال نحو الطاقات المتجددة واستيراد التكنولوجيات النظيفة، وهو ما يشكل مفارقة في ظل ازدياد الطلب على الطاقة نتيجة إطلاق مشاريع اقتصادية كبرى على امتداد التراب الوطني.
كما نبّه إلى السياق الجيوسياسي الدولي المتوتر، وما يحمله من تهديدات متزايدة على أسعار الطاقة ومدى توافرها، مشددًا على أن هذه التحديات تجعل من الضروري طرح السؤال الجوهري حول مدى استعداد الحكومة لمواجهة هذه المخاطر.
وفي هذا الإطار، طالب عبد الله بوانو رئيس الحكومة بالكشف عن السياسة العامة المعتمدة حاليًا لتقليص تبعية المغرب الطاقية، وتوضيح الرؤية الحكومية بشأن توفير مخزون استراتيجي آمن من المواد الطاقية، يتماشى مع التوجيهات الملكية ويأخذ بعين الاعتبار هشاشة السوق العالمية وتقلباتها.
وختم بوانو سؤاله بتشديده على أن المدة التي تفصلنا عن نهاية الولاية الحكومية قصيرة، ما يستوجب تقييمًا موضوعيًا وشفافًا لحصيلة العمل الحكومي في هذا القطاع الحساس، خاصة في ظل غياب إجراءات ملموسة تضمن أمن المغرب الطاقي على المدى المتوسط والبعيد.