الصحافة _ سعيد بلخريبشيا
تتسارع تطورات الأزمة التي يعيشها حزب الأصالة والمعاصرة، حيث كشف مصدر جد موثوق لجريدة “الصحافة” الإلكترونية، أن الأمين العام للحزب حكيم بنشماش لوح بتقديم استقالته من على رأس الأمانة العامة لحزب الاصالة و المعاصرة، وذلك احتجاجا على تدخل وزير الداخلية في حكومة سعد الدين العثماني في شؤون الحزب.
واعتبر ذات المصدر، أن الإستقالة التي لوح بها حكيم بنشماش، مجرد غطاء لحقيقة عدم توفره على الوصل القانوني للأمانة العامة، حيث أن وزير الداخلية رفض أن يسلمه الوصل القانوني بتاريخ قديم لذلك اخترع قصة الاستقالة بسبب تدخل عبد الوافي لفتيت في شؤون الحزب الداخلية ودعوة الأخير لبرلمانيين وقيادات للالتحاق بتيار المستقبل”.
وتحدث حكيم بنشماش، عن كون وزير الداخلية مارس ضغوطات قوية على العربي المحرشي، رئيس الهيأة الوطنية للمنتخبين، من أجل الانسحاب من الصراع داخل الحزب لفائدة تيار “نداء المستقبل” وأنه، أي الوزير، قام أيضا بالضغط كذلك على برلمانيين من أجل الالتحاق بتيار “نداء المستقبل”.
وهدد حكيم بنشماش برفع ملتمس للملك محمد السادس ضد وزير الداخلية احتجاجا على تدخله في الشؤون الداخلية لحزب الأصالة والمعاصرة.
وقال عبد المطلب اعميار عضو المكتب الفيدرالي لحزب الأصالة والمعاصرة، إن “رهان المشروعية الديمقراطية والسياسية والمؤسساتية بعد دستور 2011 يفترض القطع مع كل أشكال التدخل في الحياة الحزبية الداخلية للأحزاب. وكل من يريد التطبيع مع الزيف السياسي فإنه يساهم في إضعاف مشروعية السياسة، ويمس بمصداقية المؤسسسات والدولة على حد سواء”، مضيفا أنه “منذ الإستقلال، لم يسبق أن تجمعات حزبية أقيمت باسم شيء” إسمه اللجنة التحضيرية” لحزب سياسي خارج شرعية المؤسسات الحزبية”.
وأورد عبد المطلب اعميار، أنه “منذ الإستقلال، لم يسبق أن “لجنة تحضيرية” لمؤتمر حزبي أن سرقت حزبا بتسميات وصفات ومهام غير موجودة في قوانينه الداخلية والأساسية”، مضيفا: “ومنذ الإستقلال، لم يسبق أن أشخاصا لا صفة تمثيلية أو تنفيدية أو تقريرية تصدر بلاغات رسمية باسم حزب سياسي رسمي يشارك في المؤسسات الدستورية”، قبل أن يختم بالقول: “يحدث هذا بعد دستور 2011″.
ومن جهته، قال الهيبة عدي عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، ” اليوم نحن في حاجة إلى أحزاب قوية تتمتع بالاستقلالية الكاملة في اتخاد قراراتها و تدبير خلافاتها ومشاكلها الداخلية وكل تدخل من اي جهة كانت يشكل مساسا خطيرا بالخيار الديموقراطي الدي اصبح مكسبا دستوريا وشعبيا لا يمكن التراجع عنه أو التفريط فيه والا سنكون أمام ردة ديمقراطية وحالة من النكوص و التراجع الغير مقبولين”.
واسترسل الهيبة عدي قائلا” “لذلك لحزب الأصالة والمعاصرة كمؤسسة سياسية يجب أن تكون خارجة عن اية وصاية ومن اي جهة كانت لكي تلعب دورها في التأطير و العمل السياسي”، مضيفا: “نحن قادرين على تدبير اختلافاتنا و طموحاتنا داخل مشروعنا السياسي ووفق تعاقداتنا القانونية و الأخلاقية وسنحرص أشد الحرص على أن نمارس قناعاتنا و نعبر عنها بالشكل المطلوب .فالاحزاب السياسية الغير قادرة على توفير فضاءات و مساحات من الحرية في الاختلاف و التداول و التدافع سيكون مصيرها الموت و الاندثار و ستشكل عبىء كبيرا على الدولة و المجتمع”.
وبدوره قال خالد أشيبان عضو المكتب الفيدرالي لحزب الأصالة والمعاصرة، “آمنا بمشروع “المغرب الممكن”، وسندافع عنه إلى آخر نفس .. المغرب في عهد الملك محمد السادس قطع مع ممارسات لا يمكن أبدا أن نقبل بعودتها من جديد، وبناء دولة القانون والمؤسسات يبدأ بضمان استقلالية الأحزاب أولا لأنها هي الضامن الأول للديمقراطية في أي بلد يحترم نفسه”.
وأورد قائلا: “إذا صح ما يتم تداوله من أخبار عن استقالة السيد حكيم بنشماش من الأمانة العامة للحزب بسبب تدخل وزير في الحكومة الحالية في شؤون الحزب، وإعطائه تعليمات لمجموعة من المناضلين لتغيير تموقعاتهم، فسنكون أمام رِدَّة سياسية وديمقراطية خطيرة”.
واعتبر خالد أشيبان، أن “الصراع المُفتَعل داخل الحزب لم يكن بريئا منذ بدايته، وسياسة غض الطرف، التي تعاملت بها السلطات مع اجتماعات تُعقَد خارج القانون وأموال مجهولة المصدر تُصرف بسخاء عليها وانتحال للصفات في وضح النهار، تترك الكثير من الأسئلة دون أجوبة .. ولعل ما يروج من أخبار يشكل مدخلا للإجابة!”.
ووجه أسامة الخليفي، الناشط البارز في صفوف حركة 20 فبراير، رسالة إلى وزارة الداخلية، يقول فيها: “عرفتمونا خارج المؤسسات و تعرفوننا داخل المؤسسات… لا داعي أن ترغموننا للعودة الى ما قبل 2011.. لن نسمح لأي كان أن يمس بمكتسبات هذا الشعب الذي ضحى بأرواح خيرة أبنائه من أجل مشهد سياسي سليم و ديمقراطي أو يسمح للفَتِيت “بمعنى الفُتات ” أن يشعرن التراجع بالمغرب.. حذاري…”.