الصحافة _ كندا
حصل الكاتب والمفكر والمخرج السينمائي عبد الحق نجيب ، يوم 6 يوليوز 2025, على جائزة خاصة ضمن قائمة “100 شخصية أفريقية لعام 2025″، التي تُعنى بالسلام والحوار الثقافي حول العالم. جاء ذلك خلال مؤتمر عالمي عُقد في كيغالي، رواندا، من 2 إلى 8 يوليو 2025، بمشاركة أكثر من 5000 شخصية أفريقية.
ليس هذا أول تكريم يناله الكاتب والمفكر المغربي. رجل الثقافة، والصحفي المخضرم، الذي يعمل منذ أكثر من 35 عامًا، وترأس تحرير العديد من المنشورات الوطنية والدولية عدة مرات، ومؤلف لأكثر من 100 عمل، بين الفلسفة والرواية والشعر والسياسة وعلم الاجتماع والمقالات النقدية في الفنون والسينما، ومقدم أحد أهم البرامج الثقافية في تاريخ التلفزيون المغربي، “صدى الإبداع”، لأكثر من 13 عامًا، رجل الالتزام والمبادئ، ناشط في مجال حقوق الإنسان، فاعل متميز في المجتمع المدني، ومتطوع في قضايا كبرى، لذا فهذا هو التكريم الثاني على التوالي ضمن 100 شخصية أفريقية تعمل على غرس جذور السلام والأخوة في قلب القارة الأفريقية.
بعد عام 2024، ها هي جائزة خاصة ثانية، في عام 2025، والتي تعترف بعمل رجل، في رأي كل من يعرفه عن كثب، والذين عملوا معه، أو حضروا مؤتمراته وتوقيعاته العديدة، يجسد قيمًا إنسانية عظيمة ويعمل على بناء الجسور بين الناس، بين الشعوب، مع التزام مستمر بكل ما يمكن أن يجعل المجتمعات أفضل، مع التركيز على دور الثقافة كدعامة اجتماعية مثالية، قادرة على تعزيز أسس جميع الأمم.
كان هذا التمييز رمزا قويا خلال هذا الحفل الكبير الذي تم تنظيمه تحت رعاية نادي الأعمال والقيادة الأفريقي بالتعاون مع مؤسسة دافدان للسلام والدعوة، وتحت الرئاسة الفعالة لسعادة السفير كينغسلي أمافيبي وفريقه بأكمله، الذي نجح في تقديم منصة لأفريقيا للعمل الجاد، والتركيز بحزم على المستقبل، على أساس التميز والدقة العلمية، وقبل كل شيء، الالتزام بأفريقيا.
يرى كينغسلي أمافيبي أن “تكريم شخصية كعبد الحق نجيب هو شرفٌ لنا جميعًا، كأفارقة، قبل كل شيء. هذا الرجل يُقدم عملًا نموذجيًا على مختلف المستويات وفي مجالات متعددة. يحظى فكره بتقدير كبير في العديد من الدول الأفريقية حيث تُقرأ أعماله وتُناقش. إن مكانته كصحفي يدافع عن القضايا الكبرى وحقوق الإنسان تُمثل إرثًا هامًا لمنظمتنا. ناهيك عن مكانته كشاهدٍ على عصره، من خلال إنتاج فيلمه الأول “الهاربون من تندوف”، الذي يتناول موضوعًا بالغ الأهمية: مصير سجناء تندوف.
أمام هذا العمل، الذي يُضاف إليه التزامه بمساعدة الأطفال من خلال توزيع عشرات الآلاف من الكتب على الفئات الأكثر حرمانًا، تُعدّ هذه أفعالًا ملموسةً تستحق الاحترام والتقدير”، كما يقول معاليه.
ولا ننسى أن عبد الحق نجيب وضع أفريقيا دائمًا في صميم اهتماماته، سواءً كصحفي أو كمؤلف ومحلل. ومن أعماله: “الصحة في أفريقيا: السياسة الإنسانية لمحمد السادس”، و”الأمن الغذائي في أفريقيا: التحدي الكبير”، أو حتى: “السيادة الصحية في أفريقيا” التي أشرف عليها بالاشتراك مع الدكتورة إيمان كينديلي، والبروفيسور مورغان شيتي، والدكتور أميت ن. ثاكر.
ناهيك عن هذه المراجع، مثل “الحد من المخاطر: البيان”، الذي تُرجم إلى عدة لغات، والذي أصبح مرجعًا للعديد من المنظمات في أفريقيا. ولا بد من الإشارة أيضًا إلى أن عبد الحق نجيب خبيرٌ كبيرٌ في الشؤون الأفريقية ومتخصصٌ متعمقٌ فيها، إذ تستعين به باستمرار العديد من محطات التلفزيون والإذاعة حول العالم، التي تُركز بشكل رئيسي على القارة، وتأخذ في الاعتبار وجهات نظره حول الأخبار الأفريقية، ومستقبل القارة، والاستراتيجيات السياسية العابرة للحدود، والدور المحوري الذي يلعبه المغرب في ظل القيادة الرشيدة للملك الأفريقي، جلالة الملك محمد السادس.
وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن عبد الحق نجيب هو أحد المتخصصين القلائل الذين طافوا القارة، من تونس إلى جنوب أفريقيا، عبر مصر وليبيا وإثيوبيا ومالي والسنغال وساحل العاج والجابون والكونغو وأوغندا وتنزانيا والكاميرون وموريتانيا وبوركينا فاسو وزامبيا ونيجيريا وناميبيا وبنين وتوغو والعديد من الأراضي الأفريقية الأخرى حيث أقام صداقات جميلة مع مؤلفين ورجال ونساء من الأدباء وعلماء الاجتماع وعلماء الأنثروبولوجيا والجهات الفاعلة الرئيسية في مختلف السياسات الأفريقية.
بالنسبة لعبد الحق نجيب، الأمور واضحة: “إنه لشرف عظيم أن أُكرّم بين أصدقائي وإخوتي وأخواتي الأفارقة في هذا القداس الكبير المُكرّس لأفريقيا، التي تُمثّل بالنسبة لي مستقبل البشرية. أن أُستقبل بين أسماء مثل الدكتور فيمي جوشوا، وتريفور نوح، وصاحبة السمو الملكي الأميرة فريدة، ورحيم با، ومحمد صلاح، وأمينة ج. محمد، وصاحب السمو الملكي الدكتور فيكتور نونسو إينيبيلي، ونيمي بريغز، وفيكتور أوسيمين، وكريس أغارا، ودانيال موسى، والحاج عبد الشوك، وألين أونيما، وغيرهم الكثير من الأسماء الأفريقية العظيمة، إنه لمن دواعي سروري البالغ أن أتشارك هذه الرؤى حول بلداننا المختلفة، مع إمكانية بناء جسور متينة بين جميع الدول الأفريقية، مع كون المغرب مركزًا أساسيًا. إن فكرة المغرب كقائد تحت القيادة المُستنيرة لملكنا مُشتركة بين جميع صناع القرار الأفارقة الرئيسيين. ومن هذا المنطلق، نرغب في تنظيم نسخة عام 2026 من “أبرز 100 رمز للسلام في أفريقيا” في المغرب، وفي “الرباط عاصمة الأنوار لمملكتنا العزيزة.”
إن استضافة المغرب لمثل هذا الحدث الكبير من شأنه أن يبرز بشكل أكبر السياسة الشاملة لجلالة الملك لصالح البلدان الصديقة والشقيقة في إفريقيا، بهدف توحيد كل العواصم الإفريقية حول أهداف مشتركة لصالح الشعوب الإفريقية، التي تؤمن اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بمستقبل مزدهر لقارتها.