الصحافة _ الرباط
لم تجد جبهة البوليساريو الانفصالية من وسيلة للتغطية على حالة “الصدمة والعزلة” التي تعيشها عقب قرار الحكومة الإسبانية اعتبار مبادرة الحكم الذاتي للمغرب الحل “الأكثر جدية وواقعية ومصداقية” للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، سوى اللجوء إلى تهديد الجارة الشمالية بضغط الشارع معلنة عن تنظيم احتجاجات في العاصمة مدريد وعدد من عواصم الاتحاد الأوربي.
ولجأت الجبهة الانفصالية التي تحضُنها الجزائر الممتنعة دائما عن المشاركة في الموائد المستديرة للأمم المتحدة تحت مبرّر أنها ليست طرفًا معنيًا في الملف، في وقت استدعت سفيرها في مدريد للتشاور عقب قرار إسبانيا الأخير، إلى أسلوب التهديد المباشر لإسبانيا، منتقدة القرار التاريخي بشأن الصحراء المغربية، وداعية مواليها إلى تنظيم مظاهرات في الأراضي الأوروبية للدفاع عن الأطروحة “الكاذبة”.
ووصفت الجبهة المزعومة، القرار الإسباني الأخير بشأن الصحراء المغربية بـ “المفاجئ”، مشيرة إلى أن اجتماعا عاجلا أعقبه في 19 مارس 2022 لتحديد برنامج عمل والرد المناسب على ما وصفتها بـ “التصريحات الاستفزازية” لرئيس الحكومة بيدرو سانشيز، الذي التقاه غالي قبل أسابيع على هامش قمة الاتحاد الإفريقي ونظيره الأوروبي في بروكسيل وأعرب وقتها عن “سعادته” بهذا اللقاء الذي وصفه بـ “المثمر”.
ويبدو أن صعقة انتصار الحكومة الإسبانية للمبادرة المغربية القاضية بسيادة المملكة على أراضيها وأقاليمها الجنوبية، أفقدت الجبهة المزعومة بوصلة المنطق، بدعوتها ضمن البيان المذكور إلى تنظيم مظاهرات عاجلة هذا الأسبوع بشراكة مع إحدى الجمعيات المغمورة التي تُدعى “جمعية الجالية الصحراوية وحركة التضامن”.
ولم تقف البوليساريو عند هذا، بل دعت إلى تنظيم تظاهرة امام مقر وزارة الخارجية والتعاون الإسبانية في مدريد يوم السبت المقبل بمشاركة حركة التضامن في مختلف المقاطعات الإسبانية، وكذا تنظيم مظاهرات في فرنسا وبلجيكا وألمانيا أمام السفارات الإسبانية في باريس وبروكسل وبرلين.
وشدّدت الجبهة في بيانها، على الحاجة إلى عقد اجتماعات تحضيرية قبل المظاهرات على مستوى المجتمع والمظاهرة في مدريد من أجل توحيد الخطة التحضيرية لكل ما هو لوجستي: النقل، اللافتات، البيانات الصحفية، التغطية الصحفية، إلخ.