الصحافة _ وكالات
منهم من فقد عمله، ومنهم من يتحرق شوقا للقاء أسرته، ومنهم من يتدبر أمور معيشته ويده على قلبه يعد الأيام بالساعات بانتظار انتهاء الكابوس، مغاربة كانت وجهتهم فرنسا لأسباب مهنية، أو أسرية، أو للعلاج، أو للسياحة، قبل أن يجدوا أنفسهم مسجونين خارج الحدود بسبب الاجراءات الاحترازية التي اتخذتها العديد من الدول، وفي مقدمتها إغلاق الحدود ووقف الرحلات للحد من انتشار فيروس كورونا.
سعاد البكدوري الخمال، رئيس الجمعية المغربية لضحايا الإرهاب،التي اتجهت لفرنسا في إطار عمل جمعوي للتوعية بخطر الإرهاب داخل عدد من المؤسسات التعليمية، صرحت لموقع “احداث أنفو”، من منزل ابنتها بفرنسا، أن الوضع جد قاس بين صفوف المغاربة، خاصة أولئك الذين لا يملكون من يستضيفهم ويحاولون تدبر أمورهم بانتظار المجهول.
وأوضحت الخمال التي كانت تستعد للعودة إلى المغرب بتاريخ 16 مارس، أن الرجوع كان أمرا شبه مستحيل بسبب ضيق المهلة الزمنية بين الإعلان عن قرار غلق الحدود وتنفيذه، مما جعل الناس تتوافد على المطارات بأعداد هائلة، مما حال دون الرجوع إلى أرض الوطن، وهو ما جعل عددا من المغاربة يدخلون منذ شهر دوامة الانتظار والقلق، موضحة أن هناك مرضى، وأمهات مرضعات، وأشخاص تركوا أطفالهم داخل المغرب عند تواجدهم لأغراض تتوزع بين العمل والتطبيب.
وفي غياب طرف رسمي يتولى فتح نقاش مباشر مع المغاربة العالقين، يبقى القلق والتوتر، والأخبار الزائفة من الأمور التي تزيد وتيرة المعاناة النفسية والأسرية والمادية للمنتظرين، إضافة إلى بعض الإجراءات التي وصفتها الخمال بأنها استفزازية في الوقت الراهن، كقرار شركة “لارام” الزيادة في ثمن التذاكر عن تاريخ العودة المتوقع، رغم أن المسافرين لا دخل لهم بقرار إلغاء الرحلات الذي فرضته الظروف القاهرة.
وعن بعض القرارات الغير مفهومة تحكي الخمال ” توصلت برسالة الغاء التذكرة مع بداية المعاناة .. وبعد محاولات متكررة لحجز تاريخ آخر، اكتشفت أن لارام تحدد لي تاريخ العودة يوم 01 أبريل، مع أنها تعلم بأن الحدود ستكون مغلقة بهذا التاريخ، وطبعا توصلت برسالة أخرى يوم 01 أبريل تخبرني بإلغاء الرحلة ، وهو قرار مستهتر بالعالقين، مع إخبارنا أن ثمن التذكرة التي ستحجز في فاتح ماي لا توزاي التذكرة الحالية، مع العلم أن الغاء التذكرة كان ضمن ظروف قاهرة لا علاقة للمغاربة بتحديدها”
وقد أدى هذا القرار لشركة “لارام” إلى غضب المغاربة العالقين، الذين انتقدوا القرارات اللامسؤولة للشركة في ظل ظروف استثنائية فرضت على المغاربة البقاء خارج بلدهم، وما يعنيه هذا البقاء الاضطراري من زيادة في المصاريف، وظروف انتظار قاسية تحتاج لسياسة تواصل مرنة بعيدة عن قرارات تستغل الظروف وتزيد العبء المادي والمعنوي على العالقين.
وطالبت الخمال من السلطات إعطاء الأولوية للحالات الحرجة، كالمرضى، والأمهات، إلى جانب فتح قنوات تواصل مباشرة بين المغاربة والمسؤولين، وذلك في ظل أخبار متضاربة “من مواقع متعددة تستغل غياب جهة رسمية نتواصل معها ، وأشخاص لا علاقة لهم بالوضع ، حيث أصبح الكل يدعي أنه خبير و على معرفة بالوضعية، مما يجعلنا في توتر” تقول الخمال التي أوضحت أن المغاربة العالقين بحاجة اليوم لمسؤول يقدم رسائل واضحة.