الصحافة _ وكالات
أزيد من 15 فيديو على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، كانت كفيلة بإخراج الألاف من المواطنين المصريين، أول أمس الجمعة (20 شتنبر)، للتظاهر في العاصمة المصرية القاهرة وعدد من المدن والمحافظات، تنديدا بنظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
محمد علي الممثل والمقاول المصري، الذي خرج في عدد من الفيديوهات المصورة بواسطة هاتفه المحمول، يتحدث فيها عن علاقته مع نظام السيسي، ويكشف أسرارا عن الجيش وعن ما أسماه بالفساد في فترة حكم السيسي.
ابن بطل كمال الأجسام ومسؤول مصري
الفنان المصري، حسب ما ذكره في إحدى فيديوهاته، ولد عام 1978، وهو من أسرة متوسطة في محافظة الجيزة، وكان والده يعمل في بيع الذهب.
كما كان والده بطلا في لعبة كمال الأجسام، ومثَّل مصر في عدة بطولات عربية وإقليمية، ثم تولى بعد ذلك عدة مناصب في الاتحاد المصري للعبة.
المسار التعليمي والإنتماء السياسي
وعن مساره التعليمي، أكد علي أنه حصل على دبلوم فني صناعي، ولم يستطع إنهاء دراسته في كلية التجارة في قسم التعليم المفتوح في جامعة القاهرة.
كما نفى محمد على انضمامه إلى أي فصيل سياسي أو ديني في حياته، وذلك ردا على اتهامه بعمله لصالح جماعة الإخوان المسلمين المحظورة قانونا في مصر، والتابعة لنظام الرئيس الراحل محمد مرسي.
مشواره الفني والعمل كمقاول
ووفقا لمواقع مصرية، فإن محمد علي استهل مشواره الفني سنة 2013 في دوره في فيلم “القشاش”، ثم شارك في مجموعة من المسلسلات الدرامية والأفلام.
وكان أكبر أعماله الفنية فيلم “البر التاني” الذي أنتجه من ماله الخاص ولعب فيه دور البطولة، ما مكنه من الدخول بقوة إلى المجال الفني والمشاركة في أفلام أخرى، مثل فيلم “المعدية” الذي شارك في إنتاجه أيضا، إضافة إلى عدد من المسلسلات الدرامية المصرية، مثل مسلسل “طايع”، و”شارع عبد العزيز 2″، و”السيدة الأولى”، و”صفحات شبابية”، وأغلبها من المسلسلات التي حققت نجاحا أثناء العرض في شهر رمضان.
وحسب ما قاله محمد علي في مقاطع الفيديو التي نشرها الأسبوع الماضي، فإنه عمل حوالي 15 سنة في قطاع مقاولات البناء، ودخل في تعاون مشترك في الكثير من المشروعات التي تنفذها الهيأة الهندسية التابعة للجيش المصري، من خلال شركة “أملاك” التي كان يديرها، ما مكنه من تكوين ثروة والتعرف على خبايا النظام، حسب تعبيره.
الهجوم على السيسي
وفيما يتعلق بحربه مع السيسي، فإن الممثل والمقاول الشاب بدأ هجوماته بداية شهر شتنبر الجاري، عبر فيديوهات على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي تم تصوريها في إسبانيا..
وقال في البداية إنه غادر مصر واتهم مسؤوليها بالفساد لعدم حصوله على مستحقاته مقابل أعمال أنجزتها شركته للقوات المسلحة، لينتقل بعد ذلك لمهاجمة السيسي مباشرة، بنشره فيديوهات تركز على قضايا أخرى، مثل جدوى مشروع قناة السويس الذي افتتحه السيسي، وبناء قصور رئاسية جديدة “تكلف ملايين الجنيهات”، وعدة مشاريع وقرارات سياسية ك”بيع” جزيرتي تيران وصنافير، اللتان سلمتهما الحكومة المصرية إلى المملكة العربية السعودية.
رد السيسي والاحتجاجات
وبعد مجموعة من الفيديوهات لمحمد علي، ومطالبته السيسي بالرد عليه، قال الأخير، في إحدى جلسات المؤتمر الوطني للشباب في شرم الشيخ، إن ما يقال عنه وعن الجيش المصري مجرد “كذب”، لكنه أكد أيضا أن هناك قصورا رئاسية جديدة بنيت بالفعل وهناك أخرى ستبنى “من أجل مصر”، وذلك ما اعتبره البعض ردا على حديث محمد علي الذي تساءل فيه عن جدوى بناء قصور رئاسية جديدة في ظل أوضاع اقتصادية صعبة.
وعاد محمد علي بفيديوهات يطالب فيها المواطنين المصريين بالخروج والتظاهر ضد عبد السيسي، بتاريخ الجمعة 20 شتنبر الجاري، وهو ما حدث بالفعل.
بطل أو مصلحجي
وتعليقا على ما يقوم به محمد علي، ظهر عدد كبير من المتعاطفين معه خاصة في الدول المغاربية، وبعض الإعلاميين المعارضين لنظام السيسي، وعلى رأسهم معتز مطر.
فيما أكدت مواقع مصرية أن محاميا تقدم بدعوى قضائية يتهم فيها محمد علي بالخيانة العظمى، كما وجهت بعض وسائل الإعلام المحلية لعلي تهما تتعلق بـ”سرقة أموال خاصة بالقوات المسلحة والهروب بها إلى الخارج”.
ومن جهة أخرى، تساءل بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن السبب وراء صمت الممثل والمقاول طيلة هذه الفترة التي عمل خلالها مع الجيش حتى حقق ثروة كبيرة، وما إذا كان يعمل لصالح دول أو هيأت أخرى خارجية أو حتى داخلية، سئمت من نظام السيسي واستعملت ورقة محمد علي لتهييج الشعب، والإطاحة بعبد الفتاح.
