بريطانيا تنسحب من مشروع “إكسلينكس” لنقل الطاقة من المغرب وتُربك أكبر رهان طاقي عابر للقارات

27 يونيو 2025
بريطانيا تنسحب من مشروع “إكسلينكس” لنقل الطاقة من المغرب وتُربك أكبر رهان طاقي عابر للقارات

الصحافة _ كندا

في خطوة مفاجئة، أعلنت حكومة المملكة المتحدة عن رفضها دعم مشروع “إكسلينكس” الضخم، الذي كان يهدف إلى نقل الطاقة المتجددة من المغرب إلى بريطانيا عبر كابلات بحرية تمتد لأكثر من 4,000 كيلومتر، بقيمة تُقدر بـ24 مليار جنيه إسترليني (حوالي 33 مليار دولار).

القرار، الذي أعلنت عنه الحكومة البريطانية رسميًا يوم الخميس، جاء بعد تقييم وصف المشروع بأنه “عالي المخاطر” ولا ينسجم مع الاستراتيجية الوطنية التي تركز على إنتاج الطاقة محليًا داخل بريطانيا. وكيل وزارة الطاقة، مايكل شانكس، أوضح أمام البرلمان أن المشروع “لا يصب في المصلحة الوطنية”، وهو ما يضع مستقبل الربط الطاقي المغربي البريطاني أمام مصير غامض.

ويُعد مشروع “إكسلينكس” من أكثر المشاريع الطاقية طموحًا على المستوى الدولي، إذ كان يُفترض أن يزوّد نحو 7 ملايين منزل بريطاني بالطاقة النظيفة المولدة من الشمس والرياح في المغرب، مع استخدام بطاريات تخزين ضخمة. لكن غياب الدعم الحكومي، وخاصة رفض منح “عقد فروقات” – الآلية التمويلية الحيوية التي تمنح سعراً ثابتاً للمنتجين – يعقّد تنفيذ المشروع بشكل كبير.

رئيس مجلس إدارة “إكسلينكس”، ديف لويس، لم يُخفِ خيبة أمله، وأكد أن الشركة ستبحث عن مسارات بديلة لإعادة توجيه المشروع وتعظيم قيمته، مشيرًا إلى إمكانية توجيهه نحو أسواق أوروبية أخرى، وعلى رأسها ألمانيا.

ورغم انسحاب الحكومة البريطانية، لا يزال المشروع يحظى باهتمام استثماري من القطاع الخاص، بما في ذلك مجموعات عالمية مثل “جي إي فيرنوفا”، “توتال إنرجيز”، “طاقة” الإماراتية، و”أوكتوبوس إنرجي” البريطانية.

انسحاب لندن يُعد ضربة سياسية واقتصادية للمشروع، لكنه لا يُنهي طموح المغرب في أن يصبح منصة طاقية إفريقية – أوروبية، كما يُعيد طرح أسئلة جوهرية حول توجهات الدول الأوروبية في زمن الانتقال الطاقي والتحول الجيوسياسي للموارد.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق