الصحافة _ كندا
في خطوة تعكس متانة العلاقات الثنائية بين الرباط ومدريد، وتفوق المملكة في تدبير الأزمات الطاقية، تدخل المغرب بشكل عاجل لمساعدة الجارة الإسبانية على تجاوز أزمة انقطاع الكهرباء الشامل الذي ضرب أراضيها، أول أمس الاثنين، وهي الخطوة التي جاءت حسب ما أوردته مصادر حكومية لجريدة الصحافة الإلكترونية، بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي تابع شخصياً تطورات الوضع.
وحسب نفس المصدر فإن التدخل المغربي لم يكن إجراء تقني أو تضامن مرحلي، بل عكس رؤية استراتيجية للملك محمد السادس، القاضية بتكريس المغرب كفاعل طاقي موثوق وقوة إقليمية مسؤولة تجاه شركائه في الضفة الشمالية.
وفي هذا السياق، عبّر رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، في خطاب رسمي، عن عميق امتنانه للمملكة المغربية وللجمهورية الفرنسية على سرعة التدخل والمساعدة، مؤكداً أن ما جرى يؤسس لمرحلة جديدة من الثقة والتعاون المتقدم، خاصة مع المغرب، الذي أثبت مجدداً أنه شريك استراتيجي لا غنى عنه في الأزمات.
ومن جهته اعتبر خبير في العلاقات الدولية، فرأى أن ما حدث يُعد اختباراً حقيقياً لقدرات المغرب في مجال الطاقة، وأن الاستجابة الفورية بتعليمات من أعلى سلطة في البلاد تعكس جاهزية المغرب للعب أدوار محورية على مستوى الأمن الطاقي في المنطقة الأورومتوسطية.
وأبرز أبو عوض أن هذه الأزمة تفتح الباب أمام شراكات طاقية وجيوستراتيجية جديدة، وتعزز موقع المغرب في معادلة “الجنوب-الشمال” كمزود آمن وفاعل عقلاني في سياق دولي متقلب.