الصحافة _ أكادير
بدأت معاول الهدم تطيح ليلة أمس السبت، بجزء من وحدات سياحية داخل ثلاثة فنادق ذات أسماء معروفة بمشروع “تغازوت باي”، بعد صدور أمر من قائد قيادة تغازوت بناء على أحكام المادة68 من القانون رقم 12.90 المتعلق بالتعمير، بعد الزيارة الملكية التي قام بها الملك محمد السادس خارج البرنامج الرسمي للزيارة، وكشفت المستور أو”المسكوت عنه”، واستنفرت جهات عليا التي أنجزت تقاريرها عن الاختلالات التي رصدتها.
وتم إيقاف الأشغال بعد تحرير السلطات لمحضر معاينة للمشروع الذي شابته خروقات وأخل بضوابط التعمير، خاصة عدم ملاءمة الواقع للتصاميم الأصلية للمشروع، والاستيلاء على مساحات كانت مخصصة للطرق والممرات والمناطق الخضراء، إضافة إلى حالة الطرق الكارثية وانعدام المنافذ.
وقامت وحدات من الدرك الملكي والقوات المساعدة بإغلاق الأوراش وراسل قائد المنطقة الشركة المكلفة، وأمهلها 48 ساعة من أجل إزالة الأشغال المخالفة لقانون التعمير بأحد الفنادق المعروفة عالميا بالمشروع، وهي بناء 4 فيلات غير مرخص لها أقيمت على مساحة تقريبية 160 متر مربع لكل منها، إضافة غرفتين غير مرخصتين بالواجهة الجنوبية للطابق الثاني، بورش فندق في طور الإنجاز، قبل أن تبدأ “الطراكس” والمعاول المهمة من أجل إعادة الأمور إلى نصابها، فيما تتكهن مصادر بالإطاحة بمجموعة من المسؤولين.
وحسب نفس المصدر، فإن الملك محمد السادس قام بزيارة للمحطة السياحية رفقة ولي العهد الأمير مولاي الحسن وبعض المسؤولين، حيث عاين رداءة الأشغال والطرق والممرات وتأخر إنجاز المؤسسات السياحية التي لم تنطلق بها الأشغال إلا في سنة 2016، بالإضافة لتعثر توقيع اتفاقية الإستثمار بين شركة تهيئة وإنعاش محطة تغازوت والدولة منذ 2011، مشيرا إلى أنه طلب جميع التراخيص والتصاميم الموصوفة ب”المشوهة”، وهو ما يجعل الوزير الملياردير عزيز أخنوش رئيس التجمع الوطني للأحرار ووزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، في وضع لا يحسد عليه، حيث أن هولدينغ “أكوا كروب” الذي هو في ملكيته يظفر بحصة 25 بالمائة من المشروع من خلال مجموعة “Sud Partners” والتي أضافت 20 بالمائة أخرى إلى حصتها، والتي إقتنتها من الشركة العقارية “أليانس” التي قررت الانسحاب من رأسمال شركة تهيئة وإنعاش المحطة السياحية لتغازوت (Sapst) قبل أربع سنوات، لتكون بذلك حصة عزيز أخنوش في المحطة السياحية، والمعلن عنها، هي 45 بالمائة إلى جانب مساهمين آخرين في المشروع السياحي الضخم « تغازوت باي » وهم صندوق الإيداع والتدبير، والصندوق المغربي للتنمية السياحية والشركة المغربية للهندسة السياحيةSMIT.
وأكد الفاعل الجمعوي بأكادير محمد رضى الطاوجني، اليوم السبت أن “وحدات الدرك الملكي والقوات المساعدة وبأمر من جلالة الملك قامت بإغلاق كل الأوراش إلى أن تتم لجنة عليا من رفع تقرير في الموضوع تم إعادة إصلاح وبناء تحت إدارة لجنة من القصر الملكي”، مؤكدا أن الخطوة تأتي ”نظرا لعدد من الإختلالات التي شابت بناء وتجهيز مشروع تغازوت باي”.
وأورد مصدر جد موثوق، أن وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت كان اول من حل بالمشروع رفقة والي جهة سوس ماسة قبل أن تصل لجنة عليا إلى المنطقة، وباشرت التحقيق في تلك المشاريع، ثم تلتها زينب العدوي المفتشة العامة لوزارة الداخلية التي باشرت التحقيق بدورها، في الوقت الذي تمت فيه معاينة المشروع جوا من طرف لجنة مختصة.
وكانت لجنة رفيعة المستوى قد حلت يوم الاربعاء الماضي بالمحطة السياحية للوقوف على مدى احترام الضوابط التعميرية والرخص المسلمة للمقاولين، هذا الإستنفار الكبير تلاه اجتماع مطول ليلة الخميس-الجمعة الماضية بقاعة الاجتماعات بفندق حياة بلاص من منتصف الليل إلى غاية السادسة صباحا، لأجل دراسة التصاميم والتراخيص المسلمة، تلاه رفع اللجنة الرفيعة المستوى تقريرا أسودا عن المشروع ، يضم اختلالات في التعمير وتغييرا في التصاميم( توغل البنايات في المساحات الخضراء – إزالة بعض المعابر)، وكذا الحالة الكارثية للطريق الرئيسية وسط المشروع.
ومازالت التحقيقات جارية في مشاريع المحطة السياحية “تغازوت” والتي ستطيح برؤوس كبيرة في عالم المال والأعمال، وكذا مسؤولين كبار بالمدينة.
ويشار إلى أن مشروع “تغازوت” الممتد على مساحة 615 هكتارا، تطلب استثمارا يُقارب 6 مليار درهم، لتنمية السياحة المستدامة من خلال إحداث محمية طبيعية لحماية شجرة “اركان” وإحداث تعاونيات متخصصة في إنتاجه ستخصص مداخليها لفائدة الساكنة المحلية فضلا عن خلق مشاريع تنموية وخلق مناصب شغل قارة، كما سيشمل احداث قرية لاصطياف للعائلات وقرية لراكبي الأمواج بسعة 5800 سرير سياحي و10 الاف سرير في المجموع، كما كان سيتضمن ايضا ملعب الكولف الممتد على 70 هكتار، فضلا عن 7 فنادق منها 6 على الواجهة البحرية مصنفة من فنادق فاخرة الى فنادق 4 و 5 نجوم .
وكانت مجموعة “أكوا” لمالكها عزيز اخنوش قد وقعت برتوكول اتفاق سنة 2013 مع مجموعة “الفورسيزن للفنادق والمنتجعات” يقضي تهيئة، بناء وتسويق محطة تاغازوت باي، باستثمار مبلغ يفوق مليار درهم.
وجدير بالذكر أن المحطة السياحية بقيت بدون مدير منذ يوليوز 2019 بعد استقالة مديرها الاسبق أحمد أولهنا في ظروف غامضة ، ليتم قبل أيام فقط و في 7 فبراير الجاري تعيين مدير جديد وهو محمد شرقاوي الدقاقي.