الصحافة _ أكرم التاج
في خضم الأخبار التي تم تداولها على نطاق واسع خلال الساعات الأخيرة، حول إستقالة عزيز أخنوش من رئاسة حزب التجمع الوطني للأحرار، تزامناً مع اجتماع طارئ للمكتب السياسي للحزب، يوم الإثنين المقبل، سيحضر أعضاء المكتب السياسي ورؤساء المنظمات الموازية للتنظيم الحزبي، خرجَ “زعيم الأحزاب لينفي الخبر على لسان مصطفى بايتاس المدير العام للحزب، ورشيد الطالبي عضو المكتب السياسي لـ”حزب الحمامة”.
واعتبر مصطفى بايتاس، الذراع اليمنى لرئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، أن خبر قرب مغادرة عزيز أخنوش لـ”سفينة الحمامة”، مجر شائعات لا أساس لها من الصحة.
ومن جهته، قال رشيد الطالبي العلمي عضو المكتب السياسي للحزب في كلمة له خلال لقاء للمنظمة الجهوية للشبيبة التجمعية بجهة الشرق، إن “مسألة استقالة الرئيس مسألة بسيطة؛ ومعقدة تمام التعقيد”، مردفا “الأخ الصحافي؛ الذي حرر المقالة لا ينتمي إلى أي لون سياسي، بل سمع الخبر وحرَّره؛ وناقل الكفر ليس بكافر”.
وتساءل رشيد الطالبي العلمي: “لماذا سيستقيل الأخ الرئيس من رئاسة الحزب؟ وأين أخلَّ بالتزاماته اتجاه العقد السياسي بين التجمع الوطني للأحرار وعزيز أخنوش؟”، معتبرا أنه “لم يكن هناك أي إخلال، بل إن بناء الحزب اليوم؛ يصعب هدمه بين عشية وضحاها”.
وأكد عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار أن “العقد المبرم مع عزيز أخنوش؛ هو تغيير طريقة عمل الحزب، ولذلك أصبح بناء الحزب اليوم بناء معقدا، يضم الشبيبة وتمثيلية المرأة والتجار والمهندسين”، مضيفا “مايمكنش واحد يحلم بالليل ويخرجو حقيقة”.
وكشف الموقع الإخباري “آشكاين” نقلاً عن مصدر مقرب من رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، أن الأخير في طريقه إلى مغادرة رئاسة الحزب. مشيراً إلى أن “مسألة تنحي أخنوش عن قيادة الحمامة ما هي إلا مسألة وقت وفقط”، دون أن يكشف عن الأسباب الحقيقية التي ستدفعه إلى هذه المغادرة.
واعتبر المصدر نفسه أن “القرار اتخذه أخنوش لأسباب شخصية محضة لا غير”.
وكان الموقع الإخباري “آشكاين” قد كشف أن بعض المتتبعين للمشهد السياسي الذين توصال معهم أجمعوا على أن “أخنوش لم يعد قادرا على التصدي للضربات التي وجهت له والفضائح التي كان بطلها بعد اعتلائه قيادة الحمامة، خلفا لصلاح الدين مزوار، وقيادته المفاوضات باسم تحالف رباعي، أفضت إلى إبعاد عبد الإله بنكيران عن رئاسة الحكومة”.
وأورد التقرير نفسه أنه ” أشهر فقط على تنصيب حكومة سعد الدين العثماني، واجه أخنوش حركة مقاطعة قوية ألحقت به خسائر مادية وسياسية فادحة، وما إن بدأ بالتعافي منها حتى تم تسريب مضامين تقرير لجنة التقصي البرلمانية حول المحروقات، الذي أظهر أن شركة أخنوش حققت أرباحا غير مستحقة باستغلال تحرير سوق المحروقات دون وضع تسقيف للأسعار”.
وزادت تقارير المجلس الأعلى للحسابات من تأزيم وضعية أخنوش السياسية بعدما فضحت المستور في البرامج التي أشرف عليها أخنوش بصفته الوزارية مند سنوات، وعرت عن الاختلالات التي طالت مخطط “المغرب الأخضر”، وبرنامج “أليوتيس لدعم الصيد البحري”، لكن يردف المصادر ذاتها تبقى “من بين أقوى الفضائح التي أضرت بسمعة أخنوش هي تلك المتعلقة بتهديده للمغاربة بإعادة تربيتهم، وذلك خلال مهرجان خطابي لحزبه بإيطاليا”، وتضيف “مما عرضه لوابل من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي ومن طرف خصومه السياسيين، وهو الأمر الذي دفعه للتواري عن الأنظار، وأرغم حزبه على حجب نقل كلماته على المباشر بالمهرجانات الخطابية التي نظمها فيما بعد، ولكن، ما هي إلى أسابيع على تراجع نسبة الانتقادات الموجهة له بخصوص تهديداته للمغاربة حتى عاد إلى الواجهة من جديد، من خلال ما عرف بفضيحة تغازوت باي، التي فجرتها غضبة ملكية، بعدما تورطت شركته في خرق القوانين، حيث اجتاحت الجرافات فيلات فخمة أنجزتها (شركته) خلافا لضوابط التعمير بالمشروع المذكور”.
“أمر أخر قد يكون حسم وعجل برحيل أخنوش عن قيادة سفينة الأحرار، التي يبدو أنها تبتعد عن السباق نحو قيادة حكومة 2021″، يقول أحد اللذين تحدثت إليهم “آشكاين”، وهو “التقرير الذي قد يصدره مجلس المنافسة قريبا، إذ يبدو أنه سيغرم بالملايير عدد من شركات المحروقات لعدم احترامهم شروط المنافسة والاخلال بضوابط السوق، و قد تكون من أبرز تلك الشركات شركة أخنوش”، وهو ما قد يزيد من التأثير سلبا على صورة وسمعة أخنوش، ويفقده أية مصداقية لقيادة الأحرار في الاستحقاقات المقبلة. إذ كيف يمكنه الصياح والتطلع لتصدر الانتخابات وقيادة الحكومة المقبلة بعد كل هذا التشويه.
ومن الراجح أن أخنوش اتضح له بعد كل ما سبق ذكره، أنه لم يعد مرغوبة فيه، إن لم تظهر معجزة تعيده للسباق، فأراد المغادرة من الباب وبماء الوجه، بدل الطرد من النافذة منكسرا، كما حصل مع صديقه إلياس العماري.