باحة مغربية الطراز في بوينوس آيرس تغدو خلفية ساحرة لقصص صانعات المحتوى

17 مارس 2025
باحة مغربية الطراز في بوينوس آيرس تغدو خلفية ساحرة لقصص صانعات المحتوى

الصحافة _ كندا

تبدأ القصة في زقاق مغمور ببوينوس آيرس، متاخم لمنطقة باليرمو سوهو، حيث تقدم مئات المطاعم أوسع مجموعة من المأكولات الشهية في العاصمة الأرجنتينية.

بعيدا عن صخب الطرقات المزدحمة وضجيج هذه المدينة الكبيرة، وقع العشرات من صناع المحتوى الأرجنتينيين، الذين تملكهم الفضول والشغف لاكتشاف أشياء جديدة، تحت سحر مكان غير متوقع: باحة مغربية الطراز، أضحت ملاذا للهدوء والرقي، وشاهدا على أبهة وروعة العمارة المغربية.

ونشرت صانعات المحتوى، اللائي يحضين بمئات الآلاف من المتابعين، بشكل متزامن ودون أي تنسيق بينهن، محتوى أصليا عن الباحة المغربية “باسيو مارويكوس” التي تم افتتاحها مؤخرا بمبادرة من السفارة المغربية والبلدية الرابعة عشرة في بوينوس آيرس.

كاري، فاني، فيرو، وباولي، أربع شابات أرجنتينيات يصفن أنفسهن بأنهن صانعات محتوى في مجال السفر وفن الطبخ والترفيه، يكشفن لوكالة المغرب العربي للأنباء كيف استسلمن على الفور لسحر الباحة المغربية، لتتفتق عن ذلك قصص إبداعية تنقل “مشاعر الانتشاء والافتتان”.

وتتكون الباحة التي قدمنها للآلاف من متابعيهن من فسيفساء زليج منقوشة بدقة ونافورة تحاكي ما تزخر به الرياضات المغربية.

ويقدم الفيديو الذي تبثه المؤثرات الأربع مشهدا مذهلا مفعما بالحركة، يتجاور فيه صوت مياه النافورة البلورية مع هندسة الزليج الساحرة، كما ينقل صور الممرات الظليلة للباحة التي تذهب بالمشاهد إلى أفق بعيد.

بنشوة الاكتشاف الأول، تقول صانعات المحتوى “لقد فوجئنا بالهندسة المعمارية التي أحدثت الفارق” مقارنة بالمنطقة التي تقع فيها الباحة.

كما استطاعت المبدعات الأربع، خريجات مجال المبيعات والتسويق، من أن يظهرن تناغما سحريا انعكس في مقاطع الفيديو التي نشرنها.

على حسابهن (الوجهة، أن تكون حرا) “Destination être libre”، يتبلور مفعول إبداعهن الساحر، الذي يضمن انفصالا عن المكان وتوالي المفاجآت.

وتم إنتاج فيديو الباحة المغربية على ثلاث مراحل (الصباح وبعد الظهر والمساء) حيث “كانت فكرتنا هي الكشف عن الجمال المتغير للموقع في أوقات مختلفة من اليوم”، ليحقق المنشور 115 ألف مشاهدة في غضون أيام قليلة فقط.

وقررت الصانعات، المدفوعات بفضول للتوغل في ثنايا ثقافة ثرية، استكشاف فن الطهي المغربي الذي يكشف عن روح مملكة ضاربة في الزمن بنكهات وروائح رائعة.

في فيديو آخر نشر بعد أسابيع قليلة، تأخذ صانعات المحتوى الأرجنتينيات متابعيهم في رحلة حسية عبر فن المطبخ المغربي الذي يجمع بين البراعة والكرم.

منذ اللحظات الأولى، تعلن حواسهن حالة استنفار. تغمض إحداهن، المتخصصة في تجارب الطهي، عينيها بينما تستنشق عبق التوابل المتصاعد من الأطباق. راس الحانوت، والقرفة، والزعفران، الكزبرة… كل رائحة هي وعد، وتمهيد لانفجار النكهات. وعندما تقدم إليهن أولى الأطباق – بسطيلة بالسمك، وطاجين الدجاج بالليمون المصير، وكسكس بسبعة خضروات، وتشكيلة من البريوات المقرمشة المحشوة باللوز – يصل الحماس إلى ذروته.

يتردد صدى هذه التجربة في مقابلة مع السفير المغربي في بوينس آيرس الذي قدم جوانب من جاذبية المغرب وتعدد أوجه ثقافته العريقة.

وعن معنى عملهن كصانعات محتوى متخصصات في السياحة والسفر، تحدثت كارينا، المصورة الرسمية للمجموعة، عن “مشروع حياة” يوطد الروابط بينهن ويضع أسس مهنة يعتزمن ممارستها مدى الحياة.

أما الشغف الذي تعبر عنه هيريملي، إحدى صانعات المحتوى التي يتابعها 146 ألف شخص، فيروي قصة مختلفة بعض الشيء ولكن بحماسة لا تقل توهجا.

تقول لوكالة المغرب العربي للأنباء “استرعت انتباهي ‘الباحة المغربية’ منذ البداية. أسكن في الحي وغالبا أمر من هناك، لذا تمكنت من متابعة مراحل بنائها”.

وأضافت “إنه فضاء لا يثري باليرمو سوهو بجماله المغربي فحسب، بل يوفر أيضا مساحة خضراء وهادئة في وسط المدينة”.

وقررت أن تخصص إحدى منشوراتها لهذا “المكان المخصص للتواصل (…) الذي يتميز بمزيج فريد من النوافير، والأشجار، والأعشاب العطرية. إذ أن إلهامه الثقافي المغربي يجعله جذابا بشكل خاص”، على حد تعبيرها.

وعلى غرار كارينا وهيريملي، استقطبت “الباحة المغربية” ما لا يقل عن أربعين صانعة محتوى أخرى. إذ تكشف مقاطعن المصورة، والتي غالبا ما تكون مرفقة بالموسيقى الأندلسية، عن ولع قدسي بهذه الهندسة المعمارية الآسرة والتصميم الرائع والفسيفساء المعقدة للزليج.

وتلاحظ هذه المبدعات أن الباحات المغربية ليست مجرد فضاءات جمالية، بل هي أماكن للقاء، والتأمل، وملاذات تبعد عن صخب الحياة. هذه الواحات هي ثمرة تقليد مغربي حيث يتفاعل الماء، والزليج، والنباتات باستمرار لخلق ملاذ للجسد والروح.

وقد ترجم الشغف ب “الباحة المغربية” من خلال مقاطع فيديو حيوية، حيث حصدت بعض المقاطع المصورة أكثر من 507 ألف مشاهدة.

لا تكل صانعات المحتوى، اللواتي أصبح تأثيرهن على الرأي العام أمرا ملموسا، عن الإشادة بتناغم مكونات هذه الباحة المغربية، التي يبدو وكأنها عبرت الزمن والقارات لتحط رحالها، بحلتها الأصلية، في قلب العاصمة الأرجنتينية.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق