الصحافة _ كندا
علمت جريدة “الصحافة الإلكترونية” من مصادر مهنية موثوقة في قطاع استيراد وتسويق اللحوم الحمراء، أن الأسواق الوطنية تشهد حالة استنفار غير مسبوقة نتيجة الإقبال المكثف على شراء اللحوم قبيل عيد الأضحى، وذلك في ظل القرار الرسمي بإلغاء نحر الأضاحي، الذي قلب معادلات العرض والطلب رأسًا على عقب.
المصادر أكدت أن الأسبوع المنصرم عرف عودة قوية للاستيراد من السوق الإسبانية بعد توقف دام شهورًا، بسبب وفرة العرض المحلي وانخفاض الأسعار خلال المرحلة السابقة. لكن قرار الامتثال للإهابة الملكية بعدم ذبح الأضاحي أعاد الطلب إلى مستويات قياسية، ما دفع المهنيين إلى فتح قنوات تموين جديدة لتغطية الخصاص.
وفي التفاصيل، سجلت أسعار اللحوم الحمراء ارتفاعًا يتراوح ما بين 5 و10 دراهم للكيلوغرام الواحد في المجازر الكبرى وأسواق الجملة، وسط توقعات بأن تستمر موجة الارتفاع خلال الأيام القليلة المقبلة، بل وقد تمتد حتى ما بعد العيد، مع تزايد الضغط على السلاسل اللوجستية واحتدام المنافسة على التوريد.
كما كشفت المصادر أن واردات اللحوم من أمريكا اللاتينية، خاصة من البرازيل وباراغواي، مستمرة بوتيرة قوية، بالنظر إلى الفجوة المتزايدة بين العرض المحلي والطلب المتصاعد. واعتبرت المصادر نفسها أن هذا التطور يعكس تغيرًا جوهريًا في سلوك الأسر المغربية، حيث أضحت الأغلبية الساحقة تميل إلى اقتناء كميات محدودة من اللحوم بدل التضحية، حفاظًا على رمزية المناسبة والتزامًا بتوجيهات الدولة.
وفي خضم هذا التحول النوعي، يُنتظر أن يعيد القطاع ترتيب أولوياته، ويواكب التحول الحاصل في السوق، حيث باتت اللحوم المستوردة لاعبًا رئيسيًا في معادلة الأمن الغذائي خلال المناسبات الدينية، وسط مخاوف من أن يتحوّل هذا الاعتماد إلى قاعدة ثابتة مستقبلاً في ظل تقلبات المناخ وغلاء الأعلاف وضعف القطيع الوطني.