الصحافة _ وكالات
كشف رشيد اليزمي، العالم المغربي المتخصص في بطاريات الليثيوم، عن “محادثات تجمعه مع مستثمرين في جميع أنحاء العالم لإنشاء معمل لصناعة البطاريات التي يطلق عليها “غيغا فاكتوري” (Gigafactory) بالمغرب، وكذلك يجري إنشاء معمل آخر لصناعة الشاحن السريع للسيارات الكهربائية بالمملكة”، وهي مشاريع بحسبه، “جار العمل عليها بالتواصل وعقد اجتماعات مع مستثمرين مهتمين بهذه التكنولوجيا.
وقال اليزمي في حوار مع موقع “الجزيرة.نت”، أن المشروع جاء في إطار جامعي لتهيئة التقنيين والمهندسين والباحثين المغاربة وغيرهم بخصوص البطاريات، نظرا لعدم وجود أي مركز في المغرب أو إفريقيا لديه اختصاص أولي بالبطاريات، ويقول اليزمي موضحا: “نريد تكوين المهندسين والباحثين المغاربة لمعرفة إشكاليات البطاريات وكيفية إيجاد حلول للمشاكل المطروحة، وكيف تستعمل في إطار خاص لتخزين الطاقة، أو في السيارات الكهربائية أو الإلكترونيات النقالة، إضافة إلى تهيئة المهندسين والباحثين للحصول على الدكتوراه بشراكة مع جامعة سيدي محمد بن عبد الله في فاس وجامعة مولاي إسماعيل في مكناس”.
هؤلاء المهندسون والباحثون الذين سيتم تدريبهم، يضيف العالم، “سيكون لديهم اختصاص في تدبير البطاريات بعدد كبير من الاستعمالات، مثل تخزين الطاقة في السيارات الكهربائية، بالإضافة إلى تطبيقات بطاريات الليثيوم، وخصوصا إذا كانت لدينا بطاريات “غيغا فاكتوري” (Gigafactory) بالمغرب والتي ستكون لها الأولوية من الناحية التكنولوجية”.
لكن، يقول اليزمي إنه حتى الآن، “لم يبدأ أي مشروع ممول في إطار تطوير الشاحن السريع لبطاريات الليثيوم بالمغرب، الآن نحن في مرحلة البحث عن مستثمرين مغاربة وأجانب للشروع في التطوير الصناعي للشاحن السريع، ونتمنى أن يكون بالمغرب، ولدي شركة في سنغافورة ستطور الشاحن السريع للسيارات الكهربائية في آسيا”.
اليزمي كشف في الحوار ذاته، امتلاكه لـ180 براءة اختراع مسجلة بموقع المكتب العالمي لبراءة الاختراع في جنيف، وأضاف بأن أحد اختراعاته المتمثل في مادة “الغراتفيك” تبلغ قيمته حتى الآن -على حسب سوق بطاريات الليثيوم- 50 مليار دولار على الأقل.
كما أشار إلى توصله لاختراعات جديدة خصوصا في تطوير طرق شحن البطاريات في زمن قصير، ومنها اختراع أطلق عليه “إن إل في” (NLV) لشحن البطاريات في أقل من 10 دقائق.
ويعتبر اليزمي من الأسماء البارزة في مجال تطوير بطاريات الليثيوم القابلة للشحن في العالم، وقد توصل مؤخرا إلى اختراع جديد يسمح بشحن بطاريات السيارات الكهربائية في وقت قياسي.
وكان من أبرز الباحثين بالمعهد الوطني الفرنسي في باريس، قبل أن ينتقل إلى أمريكا للعمل بمعهد “كالتك” لمدة 10 سنوات متعاونا مع وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” لتوظيف البطاريات القابلة للشحن في المركبات الفضائية. وكانت أول بطارية ذهبت للمريخ تتضمن اختراع هذا العالم المغربي “لانود كرافيك”.
ورغم التزاماته الكثيرة، ما زال اليزمي يكرس وقته لتطوير مجموعة الاختراعات والمشاريع البحثية والصناعية بمجال الطاقة وتطبيقاتها في كل من سنغافورة والمغرب، فضلا عن حضوره القوي بالمؤتمرات والمنتديات العالمية، وكان آخرها منتدى “الاستدامة في مجال الطاقة والبيئة” في تايلند يوم 29 نونبر الماضي.
وخلال هذه المسيرة العلمية الحافلة للدكتور اليزمي، تم تكريمه بالعديد من الجوائز العالمية المرموقة بمجال الطاقة، وكان آخرها حصوله على جائزة باسم البروفيسور “ستانلي ويتنغهام” (Stanley Whittingham) الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2019، نظرا لعمله المتميز بمجال البطاريات على هامش منتدى تايلند.
المصدر: اليوم 24